منذ أن تولى الوزير شريف الشربينى حقيبة الإسكان تشهد الوزارة وهيئة المجتمعات العمرانية سلسلة متلاحقة من التغييرات فى المناصب القيادية تغيير متكرر لنواب رئيس الهيئة وإعادة تشكيل للمسميات الوظيفية كل بضعة أشهر فضلآ عن تبديل رؤساء الأجهزة على نحو لافت هذه التحركات السريعة تثير تساؤلات حادة.
هل تعكس هذه التغييرات متابعة ورقابة صارمة وحرصآ من الوزير على رفع كفاءة الأداء وضمان الانضباط، أم أنها إشارة إلى ارتباك إدارى وخوف مفرط على الكرسى ما قد يعطل استقرار السياسات ويؤثر على استدامة المشروعات.
المتابعة الحقيقية يجب أن تكون مقرونة بتقييم موضوعى قائم على نتائج واضحة لا مجرد تبديل أسماء ومناصب فالتغيير المستمر دون إعلان معايير واضحة للمحاسبة والاختيار يوحى بغياب رؤية طويلة المدى ويزرع القلق داخل الأجهزة التنفيذية بدلآ من تحفيزها.
الأمر لا يتوقف عند الهيكل الإدارى فحسب بل يمتد إلى قصور واضح فى ملفات حيوية تمس حياة المواطن المصرى اليومية الإسكان الاجتماعى – الذى يمثل الأمل لمحدودى الدخل – يعانى تأخيرآ فى التسليم أحيانآ ونقصآ فى جودة بعض الخدمات المصاحبة المواصلات العامة داخل المدن الجديدة تكاد تكون غائبة مما يرهق السكان ويعيق حركة الاستثمار.
أما القطاع الصحى في تلك المجتمعات فتعانى مستشفياته ومراكزه من نقص التجهيزات والأطباء فيما التعليم يواجه كثافة طلابية ونقصآ فى المدارس الحكومية التموين لا يزال يشهد تذبذبآ فى توافر المخابز وحصص الدقيق فى حين أن الشباب والرياضة لا يحظيان بالدعم الكافى لتوفير ملاعب ومراكز تخدم الأجيال الجديدة.
إذا كانت هذه التغييرات المستمرة دليل متابعة فمن الأولى أن تظهر نتائجها بتحسين الخدمات وتطوير البنية التحتية بدلآ من أن تقتصر على تغييرات شكلية فى الكراسى النجاح الحقيقى لأى قيادة وزارية لا يقاس بعدد القرارات الإدارية أو سرعة التبديلات بل بمدى شعور المواطن العادى بتحسن ملموس فى حياته اليومية سكن مناسب مواصلات منظمة خدمات صحية وتعليمية محترمة وتموين مستقر وفرص رياضية وثقافية للشباب.
رسالة المواطنين اليوم واضحة استقرار القيادات مع تقييم صارم للأداء ورؤية متكاملة للخدمات هو ما يصنع الإنجاز الحقيقى
لا لكثرة التغييرات وحدها.