في زمن يحكمه اللايك والشير والهاشتاج و الترند بل و”التكبيس” أحيانا، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومع انتشار المحتوى البصري بشكل غير مسبوق، ظهرت تساؤلات مشروعة:
هل أصبحت السوشيال ميديا بوابة حقيقية لاكتشاف المواهب؟
أم أنها ساهمت في انحدار الذوق العام وتفريغ مصطلح “الفن” من معناه؟
لا يمكن إنكار أن السوشيال ميديا فتحت الباب أمام الكثير من المواهب التي لم تكن لتحظى بفرصة في قنوات الفن التقليدية. فكم من شاب أو فتاة بدأوا بمقطع صغير على “تيك توك” أو “يوتيوب” ثم تحولوا إلى نجوم حقيقيين في التمثيل أو الغناء أو حتى الإخراج؟
المعيار الأساسي في هذا الجانب لم يكن “الواسطة” ولا “المعارف”، بل موهبة حقيقية جذبت الجمهور وأثبتت نفسها.
منصة مثل “تيك توك” أو “إنستجرام” قد تكون اليوم ما كانت عليه “المسرح المدرسي والجامعي” أو “مراكز الشباب” في الماضي: خطوة أولى نحو الاحتراف.
لكن لا يمكن أيضًا أن نغض الطرف عن الوجه المظلم لهذه المنصات، فمع الانتشار الواسع سهُلَ الوصول إلى الشهرة دون الحاجة إلى موهبة حقيقية. يكفي أن تصنع جدلًا، أو محتوى صادمًا، لتصبح حديث الناس.
وهنا يظهر السؤال الكبير: هل كل من يملك كاميرا و”فولورز” يستحق أن يُطلق عليه لقب “فنان”؟
وهل البلوجر الذي يقدّم محتوى عن الأكل أو السفر أو الرقص يمكن أن يقف في نفس الصف مع من درس وتعب وصقل موهبته لسنوات؟
فنان أم “بتاع تيك توك”؟
الفرق الحقيقي لا تصنعه المنصة بل المحتوى. الفنان ليس بالضرورة من ظهر على شاشة سينما، بل من قدّم قيمة، حتى ولو عبر فيديو مدته 30 ثانية.
أما من يطارد التريند فقط دون رسالة أو موهبة، فهو قد يكون مؤثرًا، لكنه ليس فنانًا.
السوشيال ميديا سلاح ذو حدين:
• يمكن أن تخرج لنا نجومًا حقيقيين لم يُمنحوا فرصتهم في العالم الواقعي.
• ويمكن أن تفرز فوضى من “مدّعي الفن” الذين يخلطون بين الشهرة والموهبة.
الفيصل الحقيقي في هذا كله هو: ماذا تقدم؟ ولماذا يراك الناس؟