يشهد المشهد السياسي المصري حالة من الحراك المكثف في الفترة الأخيرة، مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية لمجلسي النواب والشيوخ المقررة في النصف الثاني من عام 2025. وقد أثارت التعديلات الأخيرة على قوانين الانتخابات، التي وافق عليها مجلس النواب، جدلاً واسعاً بين القوى السياسية، بين مؤيد يرى فيها خطوة نحو تحقيق التوازن، ومعارض يعتبرها تكريساً للوضع القائم وتهميشاً لمطالب المعارضة.
«خاص فيوتشر واى»… حزب الجبهة الوطنية لن يكون وصيف برلمان 2026.. وحماة الوطن سيكون «رقم 2»
وفقاً لمصادر خاصة لموقع “فيوتشر واى”، فإن التوقعات تشير إلى أن حزب “حماة الوطن” سيكون الوصيف في برلمان 2026، وليس حزب الجبهة الوطنية كما كان متوقعاً في الفترة الأخيرة. هذه التوقعات تأتي في سياق تحليل ديناميكيات التحالفات الحزبية والاستعدادات الميدانية للأحزاب المختلفة.
وأقر مجلس النواب المصري مؤخراً تعديلات على قانوني انتخابات مجلسي النواب والشيوخ، قدمها النائب عبد الهادي القصبي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب “مستقبل وطن” الأغلبية، بدعم من أكثر من 10% من أعضاء المجلس، تضمنت الإبقاء على النظام الانتخابي الحالي حيث يتم انتخاب نصف أعضاء مجلس النواب (284 نائباً) بنظام القائمة المطلقة المغلقة موزعين على 4 قوائم، والنصف الآخر عبر النظام الفردي في 284 دائرة وذلك لمجلس النواب مع تعديلات جغرافية محدودة شملت إضافة مقعد ثالث لدائرة الواسطى وناصر في محافظة بني سويف، ودمج دائرة السيدة زينب مع دائرتي الدرب الأحمر وعابدين في القاهرة، وفصل قسم الأهرام عن دائرة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، واستحداث دائرة مستقلة لمدينة العاشر من رمضان في محافظة الشرقية .
«خاص فيوتشر واى»… حزب الجبهة الوطنية لن يكون وصيف برلمان 2026.. وحماة الوطن سيكون «رقم 2»
انتقادات المعارضة للتعديلات حيث وصف رئيس حزب العدل عبد المنعم إمام التعديلات بأنها “تجميلية لا تمس جوهر النظام الانتخابي”، معتبراً أنها تعزز الهيمنة السياسية والمالية على الحياة النيابية . كما انتقد علاء الخيام، الرئيس السابق لحزب الدستور، تجاهل مقترحات القوى السياسية في الحوار الوطني، خاصة الدعوات لتبني نظام أكثر تمثيلاً وتنوعاً .
دفاع الأغلبية حيث دافع عبد الهادي القصبي عن التعديلات، مؤكداً أنها “محدودة للغاية” وتراعي التغيرات الديموغرافية والجغرافية بناء على بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء . كما أكد محمد الرشيدي، عضو مجلس الشيوخ عن حزب الشعب الجمهوري، أن التعديلات تحقق توازناً بين النظامين الفردي والقائمة، وتضمن مشاركة أوسع للمرأة والشباب وذوي الهمم .
على مستوى استعدادات الأحزاب للمعركة الانتخابية فحزب الجبهة الوطنية عقدت أمانة التنظيم المركزي به أولى اجتماعاتها التنظيمية برئاسة النائب أحمد رسلان، أمين التنظيم المركزي، وذلك ضمن خطة الحزب للمرحلة 2026–2030. وركز الاجتماع على بناء هيكل حزبي قوي يغطي كافة أنحاء الجمهورية، مع التركيز على التمكين السياسي والتوسع القاعدي . كما قرر الحزب تشكيل لجنة جديدة برئاسة ضياء رشوان، نائب رئيس الحزب، لإعداد برنامج الحزب الانتخابي ومع ذلك، تشير مصادر لموقع “فيوتشر واى” إلى أن حزب الجبهة الوطنية لن يكون الوصيف في برلمان 2026 كما كان متوقعاً، بسبب انقسامات داخلية بشأن ملف زيادة عدد المقاعد، حيث يرى فريق أن التوسع العددي سيمنح الحزب فرصة للحصول على تمثيل أكبر، بينما يعارض فريق آخر تلك الفكرة، معتبرين أن “الكم” وحده لا يصنع حضوراً سياسياً مؤثراً .
في المقابل، يبدو حزب “حماة الوطن” في وضع أقوى، حيث أعلن عن حالة الاستنفار الكامل على مستوى الجمهورية استعداداً للانتخابات. وقال اللواء أحمد العوضي، النائب الأول لرئيس الحزب، إن الحزب دخل مرحلة الجاهزية القصوى من خلال حشد الكوادر ووضع خطط تنظيمية دقيقة . كما أكد النائب أحمد بهاء شلبي، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، دعمه للنظام الانتخابي الحالي، معتبراً أن عدد المقاعد الحالية مناسب ولا توجد حاجة ملحة لتغييره .
«خاص فيوتشر واى»… حزب الجبهة الوطنية لن يكون وصيف برلمان 2026.. وحماة الوطن سيكون «رقم 2»
مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، يبدو المشهد السياسي المصري محكوماً بديناميكيات معقدة، حيث تسعى أحزاب الأغلبية إلى تعزيز مواقعها، بينما تحاول قوى المعارضة، رغم التحديات، أن تجد لنفسها موطئ قدم في البرلمان القادم والتوقعات تشير إلى استمرار هيمنة حزب “مستقبل وطن” على المشهد، مع صعود متوقع لحزب “حماة الوطن” كوصيف رئيسي، وفقاً لمصادر موقع “فيوتشر واى”. ومع ذلك، تبقى الأسئلة حول مدى قدرة هذه الانتخابات على إنتاج برلمان يعكس تطلعات المواطنين، وقادر على تحقيق التوازن بين السلطات، في ظل نظام انتخابي لا يزال موضع جدل بين القوى السياسية المختلفة. في الأشهر المقبلة، ستكون كل الأنظار متجهة نحو التحالفات الحزبية والاستراتيجيات الانتخابية، وكذلك نحو رد فعل الناخبين الذين سيقررون في النهاية شكل الخريطة البرلمانية الجديدة لمصر.