قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن أهم ما يجب التركيز عليه في المرحلة الحالية هو إيجاد أرضية كاملة لإصلاح مؤسسات الدولة وأجهزتها، وكذلك تطوير مجالات التعليم والصحة والإعلام.
اتجاه وطني عام
وأضاف السيسي خلال احتفالية تخريج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة، أن مؤسسات الدولة تنبثق من وعاء المجتمع نفسه، وأن مستوى تقدم الدولة وتحضرها، وما تبنيه من معرفة وعلم لتأهيل أبنائها وبناتها، ينعكس على أداء هذه المؤسسات، موضحًا: “تلك هي القضية التي يجب أن تدركوها وتعملوا على شرحها للناس بشكل مستمر”.
وتابع الرئيس: “ما يهمني في المرحلة التي نمر بها هو أن نحاول إيجاد اتجاه وطني عام، ولذلك لم أسعِ يومًا إلى تأسيس حزب للرئيس، وتركت هذه المسألة لمرحلة لاحقة. المرحلة التي أعمل فيها الآن هي أنني مسؤول اختارني الشعب، ويعلم الله أنني كنت أتمنى أن يكون هذا الاختيار نابعًا منكم دون أي تأثير”.
أرضية يمكن الانطلاق منها
وأشار الرئيس السيسي إلى أن كل السلبيات والمشكلات التي حدثت خلال السنوات الماضية، بما في ذلك الفترة منذ عام 2011، يسعى إلى معالجتها قدر الإمكان، قائلًا: “أحاول ترميم الكثير من التبعات التي شهدتها مصر، وبناء أرضية يمكن الانطلاق منها نحو تنفيذ المشروع الوطني”.
وأوضح الرئيس أن هناك مشروعًا كبيرًا لإعادة صياغة مؤسسات الدولة بشكل هادئ ومنضبط، يقوم على أسس ومعايير دقيقة، قائلاً: “المشروع مبني على تصويب مواطن الخلل الموجودة فينا، ليس في الرئيس أو الحكومة، وإنما من أجل الإصلاح الحقيقي. أحاول أن أُحدث في مؤسسات الدولة بناءً مختلفًا عما كان قائمًا من قبل، ليس بالكلام أو الأحلام، بل بمعايير تتطور يومًا بعد يوم بهدف إصلاح وتطوير الفكرة التي نتحدث عنها”.
وأكد الرئيس السيسي أن نتائج هذا العمل لن تظهر بين ليلة وضحاها، موضحًا: “الفكرة كلها مبنية على أننا لا يمكن أن نسمح بضخ دماء جديدة في مؤسسات الدولة إلا بعد أن تكون تلك الدماء قد خضعت لفترة رعاية وانتقاء وفرز دقيق”.
واختتم الرئيس حديثه قائلًا: “كلما كان الاختيار دقيقًا وقويًا كانت النتائج مختلفة، وكلما كان التأهيل والإعداد قويًا وناجحًا جاءت النتائج أفضل، وإذا استمر الأمر بتقييم ما قمنا به بتجرد، فستجدون النتائج مختلفة بالفعل”.