أثار صاروخ باليستي أطلقته القوات اليمنية، التابعة للحوثيين، حالة من الذعر الواسع في تل أبيب ومناطق وسط إسرائيل، حيث دوى صفارات الإنذار الجوي، مما دفع ملايين الإسرائيليين إلى الاحتماء في الملاجئ، في تصعيد جديد للهجمات اليمنية على الأراضي المحتلة. وقد أعلنت القوات اليمنية، في بيان رسمي، نجاح عملية “فلسطين-2” بإطلاق صاروخ تفجيري متعدد الرؤوس، موجهاً نحو أهداف حساسة في تل أبيب، مشددة على أن الهجوم “أجبر ملايين الغزاة الصهيونيين على الفرار إلى الملاجئ”، وأنه يأتي دعماً لأهل غزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار.
جاء الهجوم صباح اليوم المبكر، حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الإنذارات الجوية دوت في تل أبيب ومجتمعات أخرى عبر الأراضي المحتلة، مما أدى إلى تعطيل مؤقت لحركة المرور الجوي في مطار بن غوريون القريب، دون الإبلاغ عن إصابات مباشرة أو أضرار جسيمة حتى الآن. وقالت خدمة الدفاع المدني الإسرائيلية “ماجن دافيد أدوم” إنها تعاملت مع بعض الحالات الخفيفة الناتجة عن الذعر أثناء الاحتماء، بينما أكد الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ باستخدام نظام الدفاع الجوي “أرو”، لكنه أدى إلى إسقاط شظايا مشتعلة على الأرض.
وفي تصريح للعسكري اليمني، البريغادير يحيى سريع، وصف الهجوم بأنه “ناجح بفضل الله”، وأكد استمرار العمليات الدفاعية لدعم “إخواننا الأبطال في غزة”، مشيراً إلى أن الصاروخ من طراز “فلسطين-2” الفائق السرعة، يحمل تقنية تهريب تجعله صعباً على الاعتراض. ويأتي هذا الهجوم في سياق تصعيد مستمر منذ أكتوبر 2023، حيث أطلق الحوثيون أكثر من 40 صاروخاً باليستياً وطائرات مسيرة على إسرائيل، بما في ذلك هجوم سابق على مطار بن غوريون في مايو 2025 الذي أصاب محيط المطار وأدى إلى إصابة 8 أشخاص، مما دفع إسرائيل إلى شن غارات جوية على أهداف يمنية في ميناء الحديدة.
من جانبها، هددت إسرائيل برد قوي، حيث عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الإسرائيلي، مؤكداً أن “الهجمات الحوثية صادرة من إيران”، وأنه سيتم الرد “في الوقت والمكان المناسبين”، مع التنسيق مع الولايات المتحدة التي حذرت من مسؤولية إيران عن أعمال الحوثيين. وفي تصريح للمعارض الإسرائيلي بني غانتس، وصف الهجوم بأنه “فشل أمني”، داعياً الحكومة إلى “الاستيقاظ” وشن هجوم على إيران مباشرة، معتبراً أن “هذا ليس اليمن، بل إيران”.