نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تحقيقًا مطوّلًا بقلم الخبير رونين بيرجمان يقدّم قراءة معاكسة للروايات المتداولة عن شخصية أشرف مروان بعد نحو خمسين عامًا على حرب أكتوبر، معتبرةً أن الرجل لم يكن «عميلًا لخدمة تل أبيب» كما رُوِّج، بل كان على العكس رأسَ حربةٍ في خطة الخداع الاستراتيجي المصرية.
يستعرض التحقيق، بحسب نسخة من التقرير، سجالات طويلة حول دور مروان الذي عرفته أجهزة استخبارات إسرائيلية فيما بعد باسم «الملاك»؛ إذ اعتبرته تل أبيب لعقود من أهم مصادرها البشرية، إلا أن قراءة جديدة للوثائق والتقارير تقود إلى استنتاج مغاير: أن المعلومات التي نقلها مروان كانت جزءًا من منظومة مخططة مصريًا لإيهام العدو بوجود قدرة هجومية غير حقيقية وتهيئة الساحة لعملية عسكرية ناجحة.
ونقلت الصحيفة عن رئيس الموساد ديفيد برنيع تأكيده، بعد مراجعة التقارير، أن الملاك «كان عميلًا بالغ الأهمية» من وجهة نظر إسرائيلية، وأن الشكوك القائلة إنه كان مزدوج الولاء لا تجد سندًا كافيًا لدى أجهزة الاستخبارات التي أعادت فحص الملف.
التقرير يضع قراءة تاريخية جديدة لمرحلة ما قبل 6 أكتوبر 1973، ويعيد فتح نقاش طال أمده في الأوساط الاستخباراتية والتاريخية حول حدود الخبرة البشرية في جمع المعلومات ودور «المعلومات المضلّلة» في رسم موازنات القوى العسكرية.
يُذكر أن ملف أشرف مروان مثَّل خلال عقود مادة جدل واسعة داخل الصحافة والدوائر الأمنية في مصر وإسرائيل، وما زال، بحسب محللين، من القضايا التي تحتمل تفسيرات متباينة تعتمد على توثيق معزول وتقييمات استخباراتية متقلبة.