تحل اليوم، السبت، ذكرى وفاة الفنان الكوميدي الكبير عبد السلام النابلسي، أحد أبرز وجوه السينما المصرية والعربية، الذي استطاع أن يحفر اسمه في الذاكرة الفنية، رغم أنه لم يتصدر دور البطولة المطلقة إلا في عملٍ واحد فقط، إلا أن حضوره المميز ودوره الثانوي كانا كفيلين بأن يصنع منه نجمًا جماهيريًا محببًا عبر الأجيال.
تميز النابلسي بخفة ظل فريدة، وروح مرحة جعلته عنصرًا لا غنى عنه في كثير من الأفلام، حيث أجاد لعب دور الصديق أو المساعد أو “السنيد”، وكان في كل مرة يسرق الأضواء بإفيهاته وتعليقاته الساخرة التي صنعت له مكانة خاصة في قلوب المشاهدين في مصر والعالم العربي.
رفيق الكبار وصانع البهجة
شارك عبد السلام النابلسي في نحو 150 فيلمًا سينمائيًا، وقف خلالها إلى جانب كبار نجوم الفن مثل:
-
عبد الحليم حافظ
-
فريد الأطرش
-
إسماعيل ياسين
-
عمر الشريف
-
محمد فوزي
وغيرهم.
ومن أبرز أعماله: شارع الحب، يوم من عمري، عفريتة هانم، انت حبيبي، البوليس السري، إسماعيل ياسين في الجيش، فاطمة وماريكا وراشيل، والفانوس السحري.
وكان النابلسي “تميمة حظ” لعدد من النجوم، خاصة عبد الحليم حافظ الذي شاركه في 5 أفلام، وفريد الأطرش الذي شاركه البطولة في 11 فيلمًا، حيث شكّل معه ثنائيًا ناجحًا امتزج فيه الطرب بالكوميديا، وحقق شعبية طاغية.
ملك الإفيهات.. والعازب الذي تزوج في الستين
نال النابلسي لقب “ملك الإفيهات”، نظرًا لما تميز به من سرعة بديهة وقدرة على إلقاء التعليقات الساخرة بشكل كوميدي راقٍ، كما اشتهر بلقب “أشهر عازب في الوسط الفني”، لكنه كسر هذه الصورة في سن الستين عندما تزوج من إحدى معجباته، جورجيت سبات، لتصبح قصة حبهما محل اهتمام الوسط الفني والجمهور على السواء.
رحل عبد السلام النابلسي عن عالمنا، لكنه بقي حاضرًا بأدواره الخفيفة المبهجة، وصوته الضاحك، وإفيهاته التي لا تزال تُردد حتى اليوم. كان أكثر من مجرّد ممثل، بل صانع بهجة أصيل، ساهم في رسم ملامح “الزمن الجميل” للسينما العربية.