قال أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، أحمد كريمة، إن تصوير الزوج لزوجته داخل المنزل يُعد “حرامًا شرعًا”، مشيرًا إلى أننا نعيش في زمن غربة الإسلام، حيث بدأت تعود المفاهيم الدينية غريبة على المجتمع، كما بدأت أول مرة.
غربة القيم واتباع خطوات الشيطان
وأوضح كريمة، خلال مداخلة هاتفية في برنامج “علامة استفهام” الذي يقدمه الإعلامي مصعب العباسي، أن ما نراه اليوم من تجاوزات أخلاقية داخل البيوت، وانتشار التصوير الحميمي، ما هو إلا مظهر من مظاهر غربة الدين عن واقع الناس.
واستشهد بقوله صلى الله عليه وسلم: “بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء”، مشيرًا إلى أن الغربة لا تعني الاغتراب المكاني، بل الاغتراب الفكري والقيمي في المجتمع المسلم نفسه.
الديوث ومروّج الفاحشة.. في الميزان الشرعي
واعتبر كريمة أن الزوج الذي يقوم بتصوير زوجته في أوضاع غير لائقة أو حميمة، ثم يسمح أو يتهاون في تسريب تلك الصور أو الفيديوهات، يقع في دائرة الدياثة، واصفًا مَن يُروج لمثل هذه المواد بـ”الديوث”، وهو وصف شرعي شديد يطلق على من لا يغار على أهله.
وأشار إلى أن هذا النوع من الأفعال يندرج تحت خطوات الشيطان، مستشهدًا بقوله تعالى في سورة النور: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ، وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ”.
البث المباشر.. سلاح ذو حدّين
وحذّر كريمة من خطورة البث المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قائلًا إن هذه الوسائل قد تحولت إلى منصات لنشر الفاحشة وتبادل الخصوصيات، موضحًا أن مَن يُشاهد أو يروج لمثل هذه المواد يأثم كفاعلها.
دعوة للحذر وحماية الحُرُمات
وفي ختام حديثه، دعا كريمة كل الأسر المصرية والعربية إلى الوعي بخطورة هذه الأفعال التي تبدو بسيطة ولكنها عظيمة في ميزان الشرع، مؤكدًا أن ستر البيوت وحفظ الحرمات من أعظم ما يُرضي الله، ومن يستخف بهذه القيم يعرض نفسه وأهله للفضيحة في الدنيا ولعقوبة في الآخرة.
وفي نفس السياق ،أوضح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الإسلام يقوم على مبدأ الطاعة الطوعية والامتثال القائم على القناعة والإخلاص، وليس على التخويف أو العقوبات، مؤكدًا أن فرض عقوبة بالسجن لمن يتخلف عن أداء صلاة الجمعة دون عذر، كما أُعلن في ماليزيا، أمر لم يرد به نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة.