أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده لن تتخلى عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم، رغم الأضرار البالغة التي لحقت بمنشآتها النووية نتيجة الحرب الأخيرة مع إسرائيل، والتي شاركت فيها الولايات المتحدة عبر قصف مباشر لثلاث منشآت نووية داخل إيران، وفقًا لـ”سكاي نيوز”.
وفي تصريح لشبكة “فوكس نيوز”، قال عراقجي: “البرنامج متوقف حاليًا بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت به، لكن التخلي عنه أمر غير وارد، لأنه إنجاز لعلمائنا، والأهم من ذلك، هو مسألة كرامة وطنية”.
وأضاف أن تفاصيل ما جرى للمواد النووية التي كانت قيد التخصيب، بما في ذلك اليورانيوم، ما تزال قيد التقييم من قبل هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، وهي الجهة المخوّلة بالتعامل مع الملف بشكل مباشر.
إيران منفتحة على الحوار
وحول احتمالية استئناف المفاوضات النووية، أشار عراقجي إلى أن طهران لا تمانع الدخول في حوار مع واشنطن، لكنه استبعد أن تكون تلك المحادثات مباشرة في الوقت الراهن.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أعلنت، الإثنين، عن عقد جولة جديدة من المحادثات النووية مع ثلاث قوى أوروبية – بريطانيا وفرنسا وألمانيا – في مدينة إسطنبول، يوم الجمعة المقبل.
وعلّق عراقجي، على هامش اجتماع مجلس الوزراء الإيراني الأحد، بالقول: “نهجنا في التفاوض سيكون أكثر صلابة من السابق. على الأوروبيين أن يدركوا بوضوح مواقف إيران. أمامنا عمل كثير في الاجتماع المرتقب”.
وأكد أن إيران ستتمسك بمواقفها وستسعى لنيل حقوقها “بقوة أكبر” بعد ما وصفه بـ”العدوان الأخير”.
ضغوط أوروبية واستئناف آلية “سناب باك”
وبحسب مصادر دبلوماسية، فقد أجرى عراقجي، الجمعة، اتصالات هاتفية مع نظرائه في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس.
وخلال المحادثة، حذّر الأوروبيون من أنهم قد يلجأون إلى تفعيل آلية “العودة السريعة” أو ما يُعرف بـ”سناب باك”، والتي تتيح إعادة فرض العقوبات التي كانت قد رُفعت بموجب الاتفاق النووي الموقع في 2015، في حال لم تُستأنف المفاوضات خلال وقت قريب.
نهاية المفاوضات بعد الحرب
وكانت إيران والولايات المتحدة قد عقدتا عدة جولات تفاوضية غير مباشرة، بوساطة سلطنة عمان، قبل أن تندلع الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي استمرت 12 يومًا بدءًا من 13 يونيو.
وجاء قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانضمام إلى إسرائيل في قصف منشآت نطنز وفردو وأراك، ليُنهي فعليًا مسار التفاوض الذي كان يجري خلف الكواليس.
خلفية الاتفاق النووي
يُذكر أن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 – المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) – كان قد فرض قيودًا صارمة على البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الغربية. لكن الاتفاق بدأ بالتفكك بعد انسحاب إدارة ترامب منه عام 2018، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، ما دفع طهران لاحقًا لتقليص التزاماتها تدريجيًا.