ألقى رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالمسؤولية عن الفشل في التصدي لهجوم 7 أكتوبر 2023 على المؤسسة الأمنية، نافياً أن يكون القادة السياسيون، بمن فيهم هو نفسه، قد ارتكبوا أي أخطاء في هذا السياق.
وفي مقابلة مسجلة مع مستشارته الجديدة للشؤون الدولية، الصحفية السابقة كارولين غليك، قال نتنياهو إن “المؤسسة الأمنية، وليس القيادة السياسية، هي التي أخفقت في منع الهجوم الأكبر في تاريخ إسرائيل”. وأضاف في مقطع فيديو نشره عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي، تحت عنوان “الحقائق فقط”، أنه تعرض للتضليل من قبل كبار قادة الجيش، ولم يتم تزويده بمعلومات استخباراتية حاسمة، مؤكداً أنه اتخذ بنفسه جميع القرارات الاستراتيجية خلال الحرب.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد الضغوط السياسية على نتنياهو، عقب انسحاب حزبي “ديغيل هتوراة” و”أغودات إسرائيل” من الائتلاف الحكومي، ما خفض عدد مقاعد الحكومة في الكنيست من 68 إلى 61، وهو الحد الأدنى اللازم لبقائها في السلطة. ووفقاً لصحيفة “معاريف”، فإن حكومة نتنياهو باتت في وضع هش، حيث يمكن أن تتحول إلى حكومة أقلية في حال انسحاب حزب “شاس” أيضاً، ليصل عدد مقاعدها إلى 50 فقط.
ورفض نتنياهو الاتهامات بأن اعتبارات سياسية أو تحالفات ائتلافية أثرت على طريقة تعاطيه مع الأمن القومي، كما دافع عن أجندته المتعلقة بالتعديلات القضائية التي أثارت انقسامات داخلية عام 2023، نافياً أن تكون هذه الانقسامات قد ساهمت في تهيئة الظروف للهجوم، واصفاً هذه المزاعم بأنها “وهمية”.
وفي رد مباشر على تصريحات رئيس أركان الجيش السابق، هيرتسي هاليفي، ورئيس جهاز “الشاباك” السابق، رونين بار، الذين أكدا أنهما حذراه من هجوم وشيك قبل أشهر، نفى نتنياهو تلقيه مثل هذه التحذيرات، وقال إن “العكس هو الصحيح”، مشيراً إلى وجود “محادثات مسجلة مع جميع أعضاء الحكومة” تثبت ذلك. كما جدد مزاعمه بأن المؤسسة الأمنية طمأنت القيادة السياسية مراراً بأن “حماس مردوعة، وتسعى فقط لتحسين الوضع الاقتصادي، ولا خطر من هجوم قريب”.
وأشار نتنياهو إلى أنه في ليلة الهجوم، ظهرت مؤشرات استخباراتية كثيرة على اقتراب تهديد محتمل، إلا أن الجهات المعنية لم تتصل به أو توقظه، قائلاً: “لو تلقيت اتصالاً في حينه، لكنت تصرفت بشكل مختلف، لكن هذا لم يحدث”.
ورغم محاولات نتنياهو التملص من المسؤولية، تؤكد تقارير رسمية إسرائيلية أن القيادة السياسية تلقت عدة تحذيرات من الأجهزة الأمنية في الأشهر التي سبقت الهجوم. فقد كشف الجيش الإسرائيلي في مايو 2024 أن نتنياهو تلقى ما لا يقل عن أربع وثائق رسمية خلال ربيع وصيف 2023، تحذره من أن “الاضطرابات الداخلية الناتجة عن الإصلاح القضائي أعطت خصوم إسرائيل انطباعاً بضعفها”. كما أصدر “الشاباك” في مارس ملخصاً لتحقيقاته في الإخفاقات التي سبقت الهجوم، مشيراً إلى أن “نهج الحكومة المتساهل والمتكرر في التعامل مع غزة على مدى سنوات، كان من العوامل الرئيسة وراء الهجوم”.