في خطوة نوعية تهدف إلى كشف أخطر أدوات الحرب وتعرية آليات صناعة الكراهية في السودان، نظّمت منظمة هيومنس هيل للحقوق الإنسان يوم الخميس 13 يونيو 2025 ويبينارًا افتراضيًا رفيع المستوى بعنوان: “التمويل السياسي للإعلام التحريضي ونشر خطاب الكراهية”.
وشهدت الندوة تفاعلًا واسعًا من ناشطين وخبراء ومهتمين بالشأن الإنساني والإعلامي من مختلف الدول.
رسالة الويبينار: كشف الحقيقة ومواجهة الخطر
جاءت هذه الندوة في سياق تصاعد وتيرة النزاعات والانقسامات في السودان، حيث تحوّل الإعلام من منبر للحقيقة إلى سلاح يُشرعن العنف ويُؤجج الكراهية، مدفوعًا بتمويلات سياسية وإيديولوجية ممنهجة.
وسلط المشاركون الضوء على الكيفية التي أصبح بها الإعلام أداة لتزييف الوعي، والتأثير في الرأي العام، وصناعة الفتنة الاجتماعية والثقافية.
أهداف استراتيجية لتفكيك منظومة التحريض
تضمن الويبينار محاور استراتيجية تناولت:
كشف الشبكات المالية والإيديولوجية التي تدعم الإعلام التحريضي في السودان.
تحليل دور الإعلام في تغذية الكراهية وتأجيج الصراع بين الأطراف المتنازعة.
اقتراح سياسات وتشريعات رادعة لمحاصرة الإعلام الممول سياسيًا.
استعراض سبل التعاون الدولي لتجفيف منابع التمويل المشبوه.
تعزيز ثقافة إعلامية مسؤولة تواجه التضليل وتفضح أدواته.
محاور غنية وحوار معمق
تمت مناقشة أربعة محاور رئيسية:
الإعلام كسلاح تعبئة سياسية: كيف تسخّر المنصات الإعلامية الحديثة كأداة بروباغندا موجهة.
من يحرك الإعلام؟: خريطة التمويل السياسي وأدوار الأحزاب والحكومات والمؤسسات الاقتصادية.
القانون والتداعيات الاجتماعية: أثر الإعلام التحريضي على الأفراد والمجتمعات، والثغرات القانونية التي تتيح استمراره.
نحو المواجهة: دور المجتمع المدني، والتشريعات الدولية، وتعاون شركات التكنولوجيا لإيقاف المحتوى الموجّه.
نتائج وتوصيات مؤثرة
خرج الويبينار بجملة من النتائج والتوصيات الهامة أبرزها:
إصدار تقرير استقصائي حول المنصات الإعلامية التي تتلقى تمويلًا سياسيًا لبث الكراهية.
تقديم مقترحات تشريعية للبرلمانات والمنظمات الدولية لكبح جماح التمويل المشبوه.
الدعوة لتشكيل تحالف دولي من منظمات حقوق الإنسان لمراقبة الإعلام التحريضي.
إطلاق حملات توعوية عالمية لإعادة الاعتبار لدور الإعلام كمصدر للحقائق، لا للتحريض.
ختامٌ يحرض على التغيير
في ختام الويبينار، شددت منظمة هيومنس هيل على ضرورة إعادة الإعلام إلى مساره الصحيح كأداة للتغيير الإيجابي، مؤكدة أن تفكيك شبكات التمويل التحريضي لم يعد خيارًا بل ضرورة. لحماية المجتمعات، وصناعة السلام، وتعزيز التماسك الاجتماعي.
ودعت المنظمة إلى العمل المشترك بين النشطاء والمؤسسات والمجتمعات، من أجل كسر دائرة التضليل، وبناء إعلام مسؤول يُنير العقول بدلًا من أن يُشعل الحرائق.