تواصل الوقائع المتتالية كشف الوجه الحقيقي لأنصار جماعة الإرهاب الهاربين خارج البلاد، والذين لم يتوقفوا عن تصدير خطاب زائف يتحدث عن القيم والمبادئ، بينما تعكس ممارساتهم على الأرض نقيض ذلك تمامًا، من عبث بالمال، واستغلال للعلاقات، وسقوط أخلاقي فادح يفضح حقيقة المشروع الذي يتسترون خلفه.
علاقات ملتبسة
فما يُثار مؤخرًا من اتهامات متبادلة بين رموز وأنصار الجماعة في الخارج، يكشف حجم التفكك الداخلي، ويؤكد أن ما يجمعهم لم يكن يومًا مصلحة وطن أو قضية، بل شبكة من المصالح الشخصية، والصفقات المشبوهة، والارتهان لأطراف خارجية مقابل المال والنفوذ.
وتُظهر هذه الاتهامات أن بعض المحسوبين على الجماعة تورطوا في الحصول على أموال ضخمة من جهات أجنبية دون مسوغات واضحة، في إطار علاقات ملتبسة تثير علامات استفهام كبرى حول مصادر التمويل، وأوجه إنفاقه، والأهداف الحقيقية من وراء تلك الصلات، وهو ما يعكس نمطًا متكررًا من استغلال الشعارات الدينية لتحقيق مكاسب شخصية بحتة.
أنصار جماعة الإرهاب
كما تكشف هذه الوقائع حجم التناقض الفاضح بين الخطاب العلني لأنصار جماعة الإرهاب، الذي يدّعي الدفاع عن الأخلاق والمجتمع، وبين واقع مليء بعلاقات مشبوهة، وابتزاز، وتنصل من الوعود، وصراعات داخلية وصلت إلى حد تبادل الاتهامات العلنية بالخيانة والنصب وسوء السلوك.
الأخطر أن هذه السلوكيات لا يمكن فصلها عن السياق العام لنشاط الجماعة، التي اعتادت العمل في الظل، والاعتماد على التمويل الخارجي، وبناء شبكات علاقات تخدم أجندات لا تمت بصلة لمصالح الأوطان، بل تُستخدم كورقة ضغط وأداة ابتزاز سياسي وإعلامي.
قديم الولاءات للخارج
إن ما يطفو على السطح اليوم ليس سوى جزء من صورة أكبر، تؤكد أن جماعة الإرهاب وأنصارها لم يكونوا يومًا مشروع إصلاح أو تغيير، بل كيانًا قائمًا على الانتهازية، وتقديم الولاءات للخارج، وبيع الأوطان مقابل المال والحماية.
وتظل هذه الانكشافات المتتالية بمثابة إدانة سياسية وأخلاقية جديدة، تفضح زيف الشعارات، وتؤكد أن ما فشل فيه أنصار الجماعة داخل أوطانهم، لن ينجحوا في تلميعه خارجها، مهما تعددت المنصات وتغيّرت الوجوه.


