لا تزال الوقائع المرتبطة بنشاط جماعة الإخوان الإرهابية وكوادرها الموالية تشكّل سجلًا دامغًا على تبنّي العنف المسلح كأداة سياسية، منذ اعتصام رابعة المسلح، الذي استُخدم منصة مفتوحة للتحريض على العنف واستهداف مؤسسات الدولة، وصولًا إلى مخططات عدائية جرى إحباطها مؤخرًا.
وخلال اعتصام رابعة، برز دور عدد من قيادات وكوادر التنظيم في التحريض العلني على العنف، والترويج لمواجهة مسلحة مع الدولة، وهو ما مثّل نقطة تحول خطيرة في مسار الجماعة، وانتقالًا واضحًا من العمل السياسي إلى العمل الإرهابي المنظم.
اغتيال العقيد وائل طاحون
وتؤكد الوقائع أن قيادات الجماعة الإرهابية قامت بتكليف عناصرها بتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية داخل البلاد، كان من أبرزها اغتيال العقيد وائل طاحون، مفتش قطاع الأمن العام بوزارة الداخلية، واغتيال العميد عادل رجائي من القوات المسلحة، واغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام، إلى جانب استهداف مواطنين من أبناء الطائفة المسيحية، وتنفيذ عمليات عدائية ضد مؤسسات خدمية ودور عبادة، شملت تفجير معهد الأورام، وحرق منشآت كنسية.
وفي السياق ذاته، تشير المعلومات إلى استمرار قيادات الجماعة الهاربة في الخارج، لا سيما المتواجدين في تركيا، في محاولات إعادة إحياء النشاط الإرهابي داخل مصر. وتبرز في هذا الإطار أسماء عدد من القيادات الإخوانية الهاربة، التي سعت مؤخرًا إلى إعداد مخطط يستهدف الإضرار بالدولة ومؤسساتها، عبر الدفع بعناصر مدربة للتسلل إلى داخل البلاد وتنفيذ عمليات عدائية.
حركة “حسم” الإرهابية
وتكشف التفاصيل أن أحد العناصر الإخوانية، ويدعى أحمد محمد عبد الرازق أحمد غنيم، كان قد تلقى تدريبات عسكرية متطورة بإحدى الدول الحدودية، قبل أن يتسلل إلى البلاد بصورة غير شرعية، ضمن مخطط متزامن مع نشر مقاطع دعائية منسوبة إلى حركة “حسم” الإرهابية، التابعة لجماعة الإخوان، تتضمن استعراضًا لأساليب تدريب العناصر وتهديدات بتنفيذ عمليات إرهابية.
وبحسب المعلومات، اتخذ العنصر المذكور من إحدى الشقق السكنية بمنطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة وكرًا للاختباء، تمهيدًا لتنفيذ المخطط الإرهابي بالاشتراك مع عنصر آخر من حركة “حسم”، يُدعى إيهاب عبد اللطيف محمد عبد القادر.
خيار العنف
وانتهت هذه المحاولة الإرهابية بمصرع العنصرين خلال مداهمة أمنية لمكان اختبائهما، عقب مبادرتهما بإطلاق أعيرة نارية عشوائية تجاه القوات والمنطقة المحيطة بالعقار، في واقعة تعكس مجددًا النهج العنيف الذي تتبناه الجماعة وأذرعها المسلحة.
وتؤكد هذه الوقائع المتراكمة أن جماعة الإخوان الإرهابية لم تتخلّ يومًا عن خيار العنف، وأن محاولاتها المتكررة لإعادة إنتاج التنظيم المسلح تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار، وتكشف بوضوح طبيعة المشروع الذي يستند إلى التخريب والفوضى، لا إلى العمل السياسي السلمي.


