أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن استمرار سياسات الدعم التقليدية يمثل عبئًا ثقيلًا على الاقتصاد، ويحول دون تعافيه بالشكل المطلوب، موضحًا أن الدولة لا يمكنها تحقيق إصلاح اقتصادي حقيقي في ظل منظومة دعم تستنزف مليارات الجنيهات سنويًا.
الدعم يشمل مجالات متعددة
وأشار إلى أن الدعم يشمل مجالات متعددة مثل الخبز والسلع التموينية والوقود، وأن هذه الأعباء المتراكمة تمنع تحقيق التوازن المطلوب في الاقتصاد الوطني.
وأوضح السيسي، خلال حوار تفاعلي مع المتقدمين للالتحاق بأكاديمية الشرطة، أن دعم أنبوبة البوتاجاز وحده كان يصل حتى وقت قريب إلى نحو 250 جنيهًا للأسطوانة الواحدة، وهو ما تتحمله الدولة بالكامل رغم الاستهلاك الضخم، لافتًا إلى أن حجم الاستهلاك يبلغ قرابة 300 مليون أسطوانة سنويًا، وهو ما يجعل فاتورة دعم البوتاجاز وحدها تصل إلى 30 مليار جنيه، في رقم يعكس حجم الضغط الواقع على الموازنة العامة.
محاولات تقليل فاتورة الديون
وأضاف أن الدولة حتى تمتلك موازنة جيدة يجب أن يصل حجمها إلى نحو 50 تريليون جنيه سنويًا، مضيفًا: “لو بتتكلم عن مصروف كفاية يكفي الناس كل حاجة، وكل ده من غير ما نستلفهم”.
وأشار إلى محاولات تقليل فاتورة الديون، موضحًا أن تخفيف أعباء الدعم جزء أساسي من هذا المسار.
وأكد أن فاتورة الدعم تشمل الوقود والخبز والسلع التموينية والكهرباء وبعض الخدمات الأخرى بإجمالي 600 مليار جنيه، مشيرًا إلى أن الدولة كانت تتحمل سابقًا أرقامًا أكبر من ذلك بكثير. وقال: “بالنسبة لملف الدعم، تدخلت وقلت يجب أن نحل مسألة مصر وفقرها، ولازم نحل المشكلة”.
تجاوز الظروف الصعبة
وتابع الرئيس قائلاً إن الحل قاسٍ ومؤلم ودواء صعب، لكنه الخيار الوحيد لتجاوز الظروف الصعبة والتخلص من الفقر والديون، مضيفًا: “لو كنا عايزين نتخلص من الظروف الصعبة لازم نقاسي ونقسى على نفسنا”.
وأكد أهمية وعي المواطن وفهمه لتفاصيل الدولة حتى لا يُستغَل بأي محاولات للتشكيك، قائلاً: “لو اتهدت مش هتقوم تاني لا في الجيل ده ولا كمان 100 سنة”.
وأضاف السيسي أن الاقتصاد، سواء على مستوى الأسرة أو الدولة، جوهره فهم حجم المصروف والقدرة على تغطيته، مشبهًا الأمر بإدارة الأسرة الصغيرة التي تعرف دخلها ومصاريفها، موضحًا: “اعرف الدولة بتصرف كام وبتجيب كام، ساعتها هتفهم كل القرارات”.
المصروف المطلوب
وأشار الرئيس إلى أن بيانات الاقتصاد والدين أصبحت متاحة للجميع عبر المواقع الرسمية، موضحًا أن مصر لم تكن مَدينة قبل عام 1970، لكن احتياجات ما بعد حرب 1967 دفعت الدولة للاستدانة، وأن الديون تراكمت لأن المصروف المطلوب كان أكبر من المتاح، وقال: “السلف مش كويس لكنه بيحصل لما المصروف ميكفيش”.
وأكد السيسي أن التخلص من الديون ممكنًا لكنه يتطلب وعيًا مجتمعيًا وإرادة جماعية لدعم قرارات الإصلاح، خصوصًا تعديل منظومة الدعم، موضحًا: “لما بنشيل دعم الوقود مش بنغلي على الناس، دا علشان الدين ما يزيدش، لأن الـ5 قروش اللي بتستلفهم بترجعهم بفوايد أكبر”.
واختتم بالتأكيد على أن فهم المواطن للأرقام الاقتصادية يساعده في مواجهة الشائعات والوعي بأسباب القرارات الحكومية، مشيرًا إلى أن الوعي الاقتصادي ضرورة لحماية الدولة واستقرارها.


