شهدت الجامعة الأمريكية بالقاهرة مظاهرة طلابية ضخمة، شارك فيها مئات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، احتجاجًا على استضافة الدبلوماسي الأمريكي السابق دانيال كيرتزر، ما اضطره إلى مغادرة الحرم الجامعي تحت ضغط الاحتجاجات.
وكانت الجامعة قد وجهت الدعوة إلى كيرتزر، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى إسرائيل خلال الفترة من 2001 إلى 2005، للمشاركة في ندوة أكاديمية. إلا أن هذه الدعوة أثارت موجة غضب واسعة بين الطلاب الذين وصفوا استضافته بأنها “استفزاز لمشاعرهم”، بالنظر إلى دوره البارز خلال الغزو الأمريكي للعراق، ودعمه الكبير لتل أبيب خلال اعتداءاتها المتكررة على قطاع غزة.
مظاهرة بمشاركة مئات الطلاب
انطلقت التظاهرة داخل الحرم الجامعي بمشاركة مئات الطلاب وعدد من أعضاء هيئة التدريس، إضافة إلى أكثر من 40 كيانًا طلابيًا، رافعين أعلام فلسطين ولافتات منددة باستضافة كيرتزر. وردد المتظاهرون هتافات غاضبة أمام القاعة المخصصة لاستضافته، من بينها “مش هانمشي… هو يمشي”، و“يادي الذل ويادي العار… باعوا بلدنا بالدولار” و“باعوا غزة بالدولار”، في إشارة إلى رفضهم للتطبيع مع شخصيات داعمة للاحتلال الإسرائيلي.
اتحاد الطلاب: موقف من الغضب
أصدر اتحاد طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة بيانًا أعلن فيه أن أكثر من أربعين كيانًا طلابيًا داخل الجامعة توحدوا لأول مرة منذ سنوات في “موقف من الغضب والضمير والتضامن مع فلسطين”.
وأكد الاتحاد أنه تواصل مع إدارة الجامعة لرفض المحاضرة التي كان سيشارك فيها كيرتزر، معتبرًا استضافته “أمرًا غير مقبول ومهينًا للمجتمع الجامعي”، مشيرًا إلى أن إدارة الجامعة تجاهلت مطالبهم بعدم منحه منصة.
وأوضح البيان أن كيرتزر يمثل “مؤسسات متورطة في القمع المستمر للشعب الفلسطيني”، مؤكدًا أن الطلاب اعتصموا لمدة ثلاث ساعات متواصلة، وأجبروا السفير الأمريكي الأسبق على مغادرة الحرم الجامعي.
وأضاف الطلاب: “لقد تصرفنا باحترام، وقدمنا حججنا بوضوح، وناشدنا الجامعة الالتزام بقيم العدالة والنزاهة، ومع ذلك تم تجاهل أصواتنا”، مشددين على أن القضية “لا تتعلق بالحرية الأكاديمية بل بالمسؤولية الأخلاقية”.
موقف الجامعة
وفي وقت سابق، أصدرت الجامعة بيانًا رسميًا نُشر عبر فيسبوك، لتوضيح ما أُثير على مواقع التواصل الاجتماعي حول جنسية أحد أعضاء لجنة التحكيم لجائزة جائزة نجيب محفوظ للأدب لعام 2026، وهو المترجم والكاتب البريطاني رفائيل كوهين.
وأكدت الجامعة أن كوهين مواطن بريطاني ولا يحمل أي جنسية أخرى، ويقيم في القاهرة منذ عام 2006. وهو ناشط في مجال السلام العالمي وعضو سابق في International Solidarity Movement، وهي منظمة سلمية داعمة للقضية الفلسطينية.
كما أشارت إلى أن كوهين قام بترجمة العديد من النصوص الأدبية والروايات من وإلى اللغة العربية، وترأس لجنة تحكيم جائزة بانيبال للروايات العربية المترجمة للإنجليزية في العام الماضي، وهو عضو في لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ للأدب في دورتها الحالية. وأوضحت أن لجنة التحكيم تتشكل من مزيج من المترجمين والأكاديميين والنقاد الأدبيين، ويتم تجديدها سنويًا لضمان التوازن والتنوع في عملية التحكيم.