أدلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بتصريحات تليفزيونية في ختام زيارته اليوم لافتتاح وتفقد عدد من المصانع المطوَّرة بشركة النصر للكيماويات الدوائية بمحافظة القليوبية، بحضور الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، والفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، والمهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، والمهندس أيمن عطية محافظ القليوبية، والدكتور علي الغمراوي رئيس هيئة الدواء المصرية، والدكتور هشام ستيت رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، والدكتورة إيمان ريان نائب محافظ القليوبية.
وأكد رئيس الوزراء في مستهل حديثه أن الدولة كانت حريصة على إعادة إحياء هذا الصرح الصناعي العملاق ليؤدي دوره الحيوي في تلبية احتياجات مصر من الأدوية والمستلزمات الطبية، مشيرًا إلى أن شركة النصر للكيماويات الدوائية، التابعة للشركة القابضة للأدوية بوزارة قطاع الأعمال العام، تمثل نموذجًا بارزًا لسياسة الدولة في تعظيم الاستفادة من الأصول المملوكة لها وإعادتها للإنتاج بكامل طاقتها.
وأوضح مدبولي أن الشركة التي تأسست عام 1960 كانت على مدار الأعوام الماضية تسجل خسائر مالية، إلا أن جهود التطوير التي تمت جعلتها قادرة هذا العام على تحقيق أرباح لأول مرة منذ فترة طويلة، مضيفًا أن عددًا من المصانع التي زارها اليوم كانت قد توقفت عن الإنتاج أو شهدت تدهورًا في معدلات التشغيل، لكنها عادت الآن للعمل بقوة، مع خطط توسعية مستقبلية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن زيارته شملت تفقد عدد من مصانع المواد الخام للأدوية والمحاليل الطبية ومستحضرات الحبوب والسوائل، مؤكدًا أن المواد الخام للأدوية تُعد منتجًا إستراتيجيًا عالميًا تحتكره دول محدودة، ومن ثم فإن تصنيعها محليًا يعزز من الأمن الدوائي المصري.
وأوضح أن صناعة الدواء تمثل قطاعًا إستراتيجيًا يستخدم أحيانًا كأداة ضغط على الدول، مؤكدًا أن مصر تُعد من أكبر الدول المنتجة للأدوية في المنطقة والعالم، إذ تمتلك أكثر من 180 شركة أدوية في القطاعين العام والخاص تنتج ما بين 91 إلى 92% من احتياجات السوق المحلية، كما بدأت بعض المصانع في إنتاج الأدوية المتطورة مثل أدوية الأورام.
وأكد مدبولي أن الدولة تسعى من خلال هذه المصانع إلى توفير الأدوية للمواطنين بأسعار في متناول الجميع، إذ تُطرح بعض الأدوية بأسعار تقل بنسبة تتراوح بين 75 و80% عن أسعار مثيلاتها في السوق، موضحًا أن المنتج الذي يُباع تجاريًا بمائة جنيه، توفره مصانع الدولة بنحو 25 جنيهًا فقط، في إطار دورها الاجتماعي تجاه المواطنين ومحدودي الدخل.
كما وجّه رئيس الوزراء التحية والتقدير للقائمين على تطوير الشركة، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يجسد رؤية الدولة في استعادة وتشغيل المصانع المتوقفة، وتحقيق شراكات مع كبرى الشركات العالمية لإنتاج الأدوية وفق أحدث تكنولوجيات التصنيع.
وفي سياق آخر، تطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى مستجدات الشأن الخارجي، مشيدًا بموافقة حركة حماس على المبادرة الأمريكية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفًا إياها بأنها “توجه محمود جدًا” واستجابة حقيقية لدعوات السلام والاستقرار في المنطقة، بما يفتح الباب أمام وقف الحرب الغاشمة والظالمة ضد الشعب الفلسطيني، والوصول إلى مفاوضات تضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وعدم تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وعدم ضم القطاع أو الضفة الغربية إلى إسرائيل، مؤكدًا أن مصر تدعم إعادة إعمار غزة في وجود أهلها، وأن هذه الخطوة تمثل بداية مسار تفاوضي يمكن أن يؤدي إلى تحقيق الاستقرار المنشود في المنطقة.
وفيما يتعلق بارتفاع منسوب مياه النيل خلال الأيام الماضية، أوضح رئيس الوزراء أن الحكومة كانت على علم مسبق بالمناطق التي ستتأثر، خاصة في محافظتي المنوفية والبحيرة، وتم توجيه المحافظين لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، لافتًا إلى أن الأراضي التي غمرتها المياه تقع ضمن نطاق طرح النهر، وهي أراضٍ تعد جزءًا من مجرى نهر النيل، لا يجوز البناء أو الزراعة عليها.
وشدد رئيس الوزراء على أن ما حدث من غمر لتلك الأراضي أمر طبيعي ومتكرر سنويًا مع ارتفاع التصرفات المائية من السد العالي، مؤكدًا أن المشكلة الحقيقية تتمثل في التعديات السابقة على أملاك الدولة في تلك المناطق، ومع ذلك تم توجيه المحافظين بتقديم المساعدات الفورية والإعانات اللازمة للأهالي المتضررين.
وفي ختام تصريحاته، وجّه الدكتور مصطفى مدبولي الشكر لجميع القائمين على تطوير شركة النصر للكيماويات الدوائية، معربًا عن سعادته بما تحقق من إنجازات، ومتمنيًا استمرار جهود التطوير والتوسع في مختلف قطاعاتها
خلال المرحلة المقبلة.