نفت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، دخول ثلاث مقاتلات من طراز “ميغ-31” المجال الجوي الإستوني بشكل غير قانوني، وذلك بعد إعلان حلف شمال الأطلسي “الناتو” اعتراض الطائرات وتحذيرها بضرورة الابتعاد.
مشاورات عاجلة
وقالت الوزارة، في بيان رسمي، إن المقاتلات الروسية كانت في “عملية تحليق مجدولة”، مؤكدة أنها “التزمت بشكل صارم بقواعد المجال الجوي الدولي ولم تنتهك حدود أي دولة أخرى، وفقًا لعمليات الرصد الموضوعية”.
وأضاف البيان أن الطائرات كانت في رحلة من شمال غرب روسيا باتجاه كالينينغراد، وحلّقت فقط فوق المياه المحايدة في بحر البلطيق.
في المقابل، أعلن حلف الناتو أن إستونيا طلبت تفعيل المادة الرابعة من معاهدة واشنطن، التي تتيح للدول الأعضاء إجراء مشاورات عاجلة عند تعرض أمنها أو سلامة أراضيها للتهديد.
وأكدت المتحدثة باسم الحلف، أليسون هارت، أن مجلس شمال الأطلسي سيجتمع الأسبوع المقبل لبحث تفاصيل الحادث.
السلوك الروسي المتهور
وكشف “الناتو” أن ثلاث مقاتلات روسية من طراز “ميغ-31” دخلت المجال الجوي الإستوني قرب جزيرة فايندلو في بحر البلطيق دون تصريح رسمي، وبقيت داخله لمدة 12 دقيقة، قبل أن يتم اعتراضها فورًا بواسطة طائرات “إف-35” إيطالية.
ووصفت هارت التوغل بأنه “مثال جديد على السلوك الروسي المتهور”، مشيرة إلى قدرة الحلف على التحرك الفوري لمواجهة مثل هذه المواقف.
وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية أن هذا الحادث يُعد الثالث خلال أسبوع واحد في الجناح الشرقي للتحالف، حيث سبقه إسقاط مسيرات روسية فوق بولندا من قبل طائرات تابعة للناتو، بالإضافة إلى انتهاك مسيرة روسية للمجال الجوي الروماني.
تصعيد التوتر
من جهتها، اعتبرت ممثلة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية، كايا كالاس، أن ما حدث يمثل “استفزازًا خطيرًا للغاية”، مؤكدة أن هذا هو “الانتهاك الثالث للمجال الجوي للاتحاد الأوروبي خلال أيام، مما يزيد من تصعيد التوتر في المنطقة”، مضيفة أن الاتحاد يقف “متضامنًا بالكامل مع إستونيا”.
كما علّقت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، على الحادثة، مؤكدة أن “أوروبا تقف مع إستونيا في مواجهة أحدث انتهاك روسي لمجالنا الجوي”.
يذكر أن دول البلطيق الثلاث، إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، لا تمتلك أساطيل مقاتلات خاصة بها، لذلك يتناوب حلفاء الناتو على حماية أجوائها ضمن مهمة مشتركة لتأمين المنطقة.