وجه المدعيان العامان في ولايتي كاليفورنيا وديلاوير رسالة رسمية إلى شركة “أوبن إيه آي”، أعربا فيها عن “مخاوف جدية” بشأن حالات انتحار وقتل ارتبطت باستخدام روبوتات الدردشة التي طورتها الشركة، وعلى رأسها “شات جي بي تي”، مطالبين بتحسين إجراءات السلامة بشكل عاجل قبل المضي قدماً في خطة إعادة الهيكلة المقررة.
تفاعلات مطولة
وفي الرسالة، التي وُجهت إلى رئيس مجلس إدارة الشركة بريت تايلور، السبت، أوضح المدعيان العامان أن “التقارير الأخيرة عن انتحار أو قتل شبان بعد تفاعلات مطولة مع روبوتات الدردشة هزت ثقة الجمهور الأميركي بالشركة”، بحسب ما نقلته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.
وأضاف المدعيان: “مهما كانت الضمانات الموضوعة لحماية المستخدمين، فقد ثبت أنها غير كافية”.
وتأسست “أوبن إيه آي”، التي يقع مقرها في كاليفورنيا ومسجلة في ديلاوير، عام 2015 كمنظمة غير ربحية بهدف تطوير ذكاء اصطناعي آمن يخدم البشرية جمعاء. ويُعد المدعيان، روب بونتا من كاليفورنيا وكاثي جينينغز من ديلاوير، جهتين أساسيتين في الإشراف على التزام الشركة بمهمتها الأصلية.
حادثتين مأساويتين
ويأتي هذا التحرك بعد اجتماعهما مع الفريق القانوني للشركة في وقت سابق من الأسبوع، على خلفية حادثتين مأساويتين: الأولى انتحار شاب يبلغ 16 عاماً في كاليفورنيا في أبريل الماضي بعد تفاعل مطول مع روبوت المحادثة، والثانية حادثة قتل وانتحار في ولاية كونيتيكت ذات صلة باستخدام التقنية نفسها.
وأكد المدعيان أن هذه الوقائع “كشفت عن مخاطر حقيقية تستوجب اتخاذ إجراءات صارمة، خصوصاً فيما يتعلق بحماية الأطفال”، مشددين على أن “السلامة أولوية غير قابلة للتفاوض”.
آثار جانبية خطيرة
وبعد مرور ما يقارب ثلاث سنوات على إطلاق “شات جي بي تي”، بدأت تظهر آثار جانبية خطيرة لهذه التكنولوجيا. وقد رفعت عائلة المراهق المنتحر آدم راين دعوى قضائية ضد “أوبن إيه آي”، محملة الشركة مسؤولية وفاته.
وفي خطوة استباقية، أعلنت الشركة هذا الأسبوع أنها ستضيف أدوات جديدة للرقابة الأبوية إلى “شات جي بي تي”، في محاولة لتعزيز حماية المستخدمين، خاصة الفئات العمرية الصغيرة.