ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، اليوم الجمعة، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجهت تحذيراً شديد اللهجة إلى قادة لبنان، مؤكدة أن الوقت ينفد أمامهم لنزع سلاح جماعة حزب الله، محذرة من أن التقاعس عن مواجهة الجماعة المدعومة من إيران قد يؤدي إلى فقدان الدعم المالي الأمريكي والخليجي، وحتى اندلاع حملة عسكرية إسرائيلية جديدة ضد لبنان، وفقًا لـ”سكاي نيوز”.
لحظة حرجة
وبحسب الصحيفة، أعرب مسؤولون أمريكيون عن قلقهم العميق من احتمال تراجع الحكومة اللبنانية عن اتخاذ موقف حازم تجاه حزب الله، في وقت يصفونه بأنه “لحظة حرجة” في تاريخ البلاد، حيث تناقش الحكومة خطة لإجبار الحزب على تسليم أسلحته وإنهاء نفوذه العسكري المستمر منذ عقود.
وأوضحت الصحيفة أن واشنطن تضغط بقوة على الحكومة اللبنانية للتعامل بحزم مع تهديدات حزب الله، وعدم الرضوخ لمحاولاته التحريض على العنف. ونقلت عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، خشيتهم من أن تتردد الحكومة البرلمانية في مواجهة الحزب بشكل مباشر، ما قد يفاقم الأزمة السياسية والأمنية.
وقف التمويل السنوي
وحذّر أحد هؤلاء المسؤولين من أن أي تقاعس أو اتخاذ خطوات جزئية قد يدفع الكونغرس الأمريكي إلى وقف التمويل السنوي المخصص للقوات المسلحة اللبنانية، والذي يبلغ نحو 150 مليون دولار.
وأضاف المسؤولون أن الخطر الأكبر يتمثل في أن تتوصل إسرائيل إلى قناعة بضرورة “إنهاء المهمة”، على حد تعبير أحدهم، عبر شن حملة عسكرية واسعة قد تؤدي إلى خسائر بشرية ومادية فادحة في لبنان.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل أنشأت بالفعل عدداً من المواقع العسكرية في جنوب لبنان، رداً على ما تعتبره إخلالاً من حزب الله بالتزامات وقف إطلاق النار المبرم عام 2024.
ويرجح بعض المحللين أن تلجأ تل أبيب إلى إقامة “منطقة أمنية” خالية من السكان في الجنوب، على غرار ما قامت به في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، إذا استمرت الأزمة الحالية دون حلول جذرية.