حذّر المخرج الكندي الشهير جيمس كاميرون من التحديات الخطيرة التي يفرضها الذكاء الاصطناعي التوليدي على مستقبل صناعة السينما، واصفًا إياه بأنه “الخطر الأكبر” الذي يهدد هوليوود في الوقت الراهن.
وفي مقابلة مع موقع Screendaily أثناء تواجده في نيوزيلندا لإنهاء مرحلة ما بعد الإنتاج للجزء المقبل من سلسلة Avatar، قال كاميرون، البالغ من العمر 70 عامًا:
“نحن لم نتعلم بعد كيف نتحكم بهذه التقنية داخل صناعة الأفلام. الوضع الحالي في هوليوود يُشبه الغرب الأمريكي القديم – فوضوي وغير منظم.”
وأوضح مخرج أفلام “تايتانيك” و**”المدمر (The Terminator)”** أن الذكاء الاصطناعي يمتلك قدرات هائلة، لكنه يحمل في الوقت ذاته تهديدًا مباشرًا للعنصر الإنساني في العمل الفني، مشيرًا إلى أن استخدام التكنولوجيا لإنشاء نسخ رقمية من ممثلين، سواء كانوا أحياءً أو توفوا، يُعد أمرًا “مخيفًا” ويقوّض جوهر الإبداع الفني.
وأكد كاميرون أن على الصناعة أن تتعامل مع الذكاء الاصطناعي كأداة داعمة، لا كبديل للفنانين الحقيقيين، مضيفًا:
“يجب أن نُتقن هذه التكنولوجيا ونُوجهها في الاتجاه الصحيح، لا أن نسمح لها بتحديد مصير الفن والسينما.”
وعبّر المخرج الحائز على الأوسكار عن قلقه من المسار الذي تسلكه صناعة السينما مؤخرًا، متحدثًا عن تراجع تنوع الإنتاج الفني، وغياب الأفلام التي تجمع بين الخيال، والخيال العلمي، والإبهار البصري، مؤكدًا أن ارتفاع تكاليف الإنتاج أصبح عائقًا كبيرًا أمام الإبداع.
واختتم كاميرون حديثه بالتأكيد على أنه ليس من الرافضين للتكنولوجيا الحديثة، بل كان دائمًا من المتحمسين لفهمها وتطويعها لخدمة الفن، لكنه شدد على أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُستخدم بمسؤولية، وبطريقة تحافظ على القيمة الإنسانية الأصيلة للفن السينمائي.