وصف الدكتور ثوريا ديفا، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في التنمية ورئيس لجنة تنسيق الإجراءات الخاصة، الأوضاع في قطاع غزة بأنها كارثية وغير مبررة، مؤكداً أن ما يجري منذ أكثر من 21 شهرًا يرقى إلى مستوى سياسة الإبادة الجماعية، بحسب تعبيره.
وخلال مداخلة عبر شاشة “القاهرة الإخبارية” من مدينة سيدني، أشار ديفا إلى وجود أدلة دامغة على الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها إسرائيل في القطاع، لافتًا إلى أن المجاعة، وتدمير البنية التحتية والبيئة، ومنع دخول الصحفيين المستقلين، كلها مظاهر لسياسة منهجية تهدف إلى طمس الحقيقة وعرقلة التوثيق المحايد للانتهاكات.
وأوضح ديفا أن هذه السياسات الإسرائيلية تمثل تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الدوليين، محذرًا من تفاقم ثقافة الإفلات من العقاب نتيجة استمرار تجاهل القانون الدولي. كما أعرب عن استيائه من العقوبات المفروضة على شخصيات حقوقية من قبل بعض الدول لمجرد دعمها لجهود المحكمة الجنائية الدولية، معتبراً ذلك تراجعًا خطيرًا في احترام العدالة الدولية.
وأكد على ضرورة وجود صحافة حرة ومستقلة لتوثيق ما يحدث، خاصة في ظل حملات التضليل الإعلامي المستمرة. كما شدد على أن السلام شرط أساسي للتنمية، مشيرًا إلى أنه لا يمكن الحديث عن إعادة إعمار غزة دون إنهاء الاحتلال واحترام حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وانتقد ديفا أداء المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، معتبرًا أنه فشل فشلًا ذريعًا في حماية المدنيين الفلسطينيين. ودعا إلى إعادة هيكلة المجلس وتوسيع عضويته الدائمة، إضافة إلى الحد من إساءة استخدام حق النقض (الفيتو).
وختم حديثه بالتأكيد على أن العالم بحاجة إلى نظام دولي جديد قائم على احترام القانون، يوجّه الموارد نحو تنمية المجتمعات وإنهاء الفقر والمجاعات، بدلاً من استمرار الاستثمار في اقتصادات الحرب، مشيرًا إلى أن الملايين في غزة وأماكن أخرى ما زالوا يعانون من الجوع والتهميش وانعدام الأمان.