تصاعدت حدة الأزمة داخل حزب الوفد مساء اليوم، بعد أن رفض الدكتور عبد السند يمامة، رئيس الحزب، دعوات الاستقالة التي وجهت له خلال الاجتماع الطارئ للهيئة العليا، على خلفية ما وصفه عدد من الأعضاء بـ”التمثيل الهزيل وغير المقبول” للحزب في القائمة الوطنية لانتخابات مجلس الشيوخ 2025، والتي منحت الحزب مقعدين فقط.
انقسام الحاد
ووفقًا لمصادر حضرت الاجتماع، فإن الجلسة شهدت حالة من الانقسام الحاد، وسط اتهامات مباشرة لرئيس الحزب بتهميش كوادر الوفد وتراجعه عن الدفاع عن استحقاقات الحزب التاريخية في العملية السياسية.
ورغم التوتر المتزايد، رفض يمامة بشكل قاطع تقديم استقالته، وقرر طرح الثقة في نفسه أمام الهيئة العليا، ثم غادر القاعة قبل استكمال المناقشات أو التصويت.
تراجع الوفد عن مكانته الوطنية
وقال مصدر بارز داخل الاجتماع إن مغادرة رئيس الحزب فجّرت موجة غضب داخلية، خاصة بعد الهجوم العنيف الذي شنه عدد من قيادات الحزب البارزين، من بينهم المهندس محمد الزاهد، والدكتور فؤاد بدراوي، والدكتور طارق سباق، والدكتور ياسر حسان، الذين طالبوا علنًا باستقالته، محمّلين إياه مسؤولية ما وصفوه بـ”تراجع الوفد عن مكانته الوطنية”.
وكان الاجتماع قد بدأ بتبادل اتهامات لاذعة، حيث واجه يمامة انتقادات حادة بسبب قبوله التمثيل المحدود في القائمة، وردّ بالقول إن اختيارات تخضع “لجهات حكومية”، وإن الحزب حصل في المقابل على خمسة مقاعد بالتعيين، كما أشار إلى امتلاكه شيكين بقيمة 20 مليون جنيه سيتم تسليمهما بعد نجاح المرشحين.
الكذب على الوفديين
وفي واحدة من أكثر اللحظات توترًا، قال الدكتور طارق سباق موجهًا حديثه ليمامة: “أنت اللي جابك الأمن.. واللي جابك باعك”، فيما رد الدكتور ياسر حسان مؤكدًا أن يمامة “لم يرشح أيًا من قيادات الوفد” ضمن القائمة، واتهمه بـ”الكذب على الوفديين”.
وفيما ساد الارتباك أجواء الاجتماع بعد مغادرة رئيس الحزب، طالب النائب أيمن محسب الهيئة العليا بـ”الحفاظ على استقرار الحزب”، داعيًا إلى “عدم الانجرار إلى قرارات قد تضر بمستقبل الوفد في المرحلة المقبلة”، على حد تعبيره.
ومن المنتظر أن تعقد الهيئة العليا اجتماعًا آخر خلال الأيام المقبلة لحسم الموقف من قيادة الحزب الحالية، وسط مخاوف من تصاعد الانقسام الداخلي وتأثيره على استعدادات الحزب لخوض الانتخابات المقبلة.