في أول تعليق رسمي على الضربات الأميركية التي استهدفت مواقع نووية إيرانية، شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على أن الهجمات العسكرية لا يمكنها القضاء على المعرفة النووية أو تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم، مشيراً إلى أن بلاده قادرة على تجاوز الأضرار واستئناف العمل في منشآتها خلال وقت قصير، وفقًا لـ”سكاي نيوز”.
الإمكانات الفنية والبشرية
وقال عراقجي في مقابلة مع شبكة “سي بي إس” الإخبارية الأميركية: “لا يمكن القضاء على تكنولوجيا وعلم تخصيب اليورانيوم بالقصف”، مؤكداً أن إيران تمتلك الإمكانات الفنية والبشرية التي تمكنها من إصلاح الأضرار بسرعة وتعويض الوقت الضائع، مضيفاً: “إذا توفرت لدينا الإرادة لإحراز تقدم جديد في هذه الصناعة، فلن يوقفنا شيء”.
ورداً على سؤال بشأن احتمالية عودة المحادثات النووية مع الولايات المتحدة في المدى القريب، أشار عراقجي إلى أن استئناف المفاوضات لن يتم سريعاً، مؤكداً أن طهران تحتاج إلى ضمانات واضحة بأن واشنطن لن تكرر الهجمات العسكرية خلال أي عملية تفاوض مستقبلية.
هجوم عسكري
وقال: “لا أعتقد أن المفاوضات ستُستأنف بهذه السرعة. لكي نقرر الانخراط فيها مجدداً، علينا أولاً ضمان عدم عودة الولايات المتحدة إلى استهدافنا بهجوم عسكري خلال المفاوضات”، مضيفاً: “أعتقد أننا ما زلنا بحاجة إلى مزيد من الوقت لكن أبواب الدبلوماسية لن تُغلق أبداً”.
وفي ما يتعلق بمستقبل البرنامج النووي الإيراني، شدد المسؤول الإيراني على أن البرنامج يظل سلمياً بالكامل، ويُعد في نظر الشعب الإيراني “قضية فخر ومجد وطني”، مضيفاً: “لن يتراجع الشعب بسهولة عن التخصيب”.
وأكد أن إيران لم تسعَ إلى امتلاك سلاح نووي، لكنها في الوقت نفسه لن تقبل التهديد أو الإملاءات الخارجية، مشيراً إلى أن الجهود المبذولة لتدمير البنية النووية الإيرانية ستفشل، لأن “المعرفة لا يمكن محوها بالصواريخ” على حد تعبيره.
تعليق على الحرب مع إسرائيل
كما تطرّق عراقجي إلى المواجهات الأخيرة مع إسرائيل، والتي استمرت 12 يوماً، قائلاً إنها “حرب مفروضة” على بلاده، وأثبتت خلالها إيران أنها قادرة على الدفاع عن نفسها رغم الضغوط.
وأضاف: “أثبتنا خلال هذه الحرب المفروضة علينا لمدة 12 يوماً أننا قادرون على الدفاع عن أنفسنا، وسنواصل القيام بذلك في حال تعرضنا لأي عدوان”.
وأشار إلى أن الضربات الأميركية على منشآت فوردو، ونطنز، وأصفهان، كانت محاولة لإضعاف البرنامج النووي، لكن إيران لن تتراجع، وستعيد تشغيل منشآتها وتطويرها من جديد.
تراشق تصريحات بين طهران وواشنطن
وفي تطور لافت، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق عن إمكانية استئناف المحادثات الدبلوماسية مع إيران خلال الأسبوع الجاري، رغم أن البيت الأبيض نفى رسمياً تحديد موعد أو جدول زمني لأي مفاوضات.
وتزامن ذلك مع تصاعد التصريحات المتبادلة بين ترامب والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، حيث أعلن الأخير “النصر على النظام الصهيوني الخبيث”، وكتب عبر منصات التواصل الاجتماعي مخاطباً الإيرانيين: “أهنئكم على النصر على النظام الصهيوني الخبيث لقد دُمّرت حكومة إسرائيل وسُحقت تحت الضربات”.
في المقابل، رد ترامب واصفاً تصريحات خامنئي بـ”الكاذبة”، وقال: “إيران هي من دُمّرت”، مشيراً إلى أن بلاده وجهت ضربات قاسية للبنية النووية الإيرانية.
كما كشف ترامب عن إفشاله محاولة اغتيال خامنئي كانت تُعدّ لها القوات الأميركية والإسرائيلية، دون أن يقدم أدلة أو تفاصيل حول المخطط.