أكد وزير الخارجية والهجرة بدر عبد العاطي، تطلع مصر إلى رفع حجم التبادل التجاري معر تركيا إلى 15 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة، وتعزيز الاستثمارات التركية المباشرة في قطاعات الصناعة والطاقة والنقل والسياحة والتكنولوجيا، إلى جانب التعاون في مجالات التحول الأخضر، والطاقة الجديدة والمتجددة، واستكشاف المعادن النادرة.
زيارة الرئيس التركي إلى القاهرة
وثمّن عبدالعاطي خلال لقائه جلسة مباحثات مع وزير خارجية جمهورية تركيا هاكان فيدان، خلال زيارته الرسمية إلى العاصمة أنقرة، في إطار التشاور والتنسيق الدوري بين مصر وتركيا لدعم العلاقات الثنائية ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، انعقاد الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشتركة بين البلدين، الذي تستضيفه أنقرة برئاسة وزيري خارجية البلدين، تمهيدًا لزيارة الرئيس التركي المرتقبة إلى القاهرة عام 2026، وعقد منتدى لرجال الأعمال على هامش الزيارة، لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.
وقدم عبدالعاطي خالص تعازي مصر، حكومةً وشعبًا، إلى الجمهورية التركية في ضحايا حادث سقوط الطائرة العسكرية، مؤكدًا تضامن مصر الكامل مع تركيا ووقوفها إلى جانبها في هذا المصاب الأليم.
مرحلة جديدة من التعاون
وخلال المباحثات، أكد الوزيران حرص قيادتي البلدين على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، والبناء على الزخم الذي تحقق خلال العامين الماضيين، مشيرين إلى أن الزيارتين المتبادلتين اللتين قام بهما الرئيس رجب طيب أردوغان إلى القاهرة في فبراير 2024، والرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة في سبتمبر من العام نفسه، أسستا لمرحلة جديدة من التعاون الثنائي عقب إعادة تفعيل مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى.
كما شدد الجانبان على رمزية العام الجاري الذي يشهد مرور مائة عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بما يعكس عمق الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع الشعبين الصديقين.
إعادة الإعمار والتعافي المبكر في غزة
شدد الوزيران على أهمية تثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام، والانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي، فضلًا عن التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة الإعمار والتعافي المبكر في غزة.
وأعرب عبد العاطي عن تطلع مصر لمشاركة تركية فعالة في المؤتمر، بما يسهم في حشد الجهود الدولية لدعم إعادة إعمار القطاع.
وأكد الوزيران تمسكهما بضرورة التوصل إلى حل الدولتين على أساس خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ورفض أي محاولات لتغيير الوضع القانوني أو فرض وقائع جديدة على الأرض.
وحدة واستقرار السودان
وشدد عبد العاطي على موقف مصر الثابت الداعم لوحدة واستقرار السودان ومؤسساته الوطنية، وإدانة الفظائع التي شهدتها مدينة الفاشر، مشددًا على أهمية التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية لضمان تدفق المساعدات إلى جميع أنحاء البلاد، واتفق الجانبان على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لدعم الحلول السياسية وتشجيع الحوار الوطني.
أزمات سوريا وليبيا
وجدد عبد العاطي التأكيد على دعم مصر لخارطة الطريق التي طرحتها البعثة الأممية، والدعوة إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المتزامنة في أقرب وقت، مع خروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من الأراضي الليبية، حفاظًا على وحدة ليبيا وسيادتها.
وشدد عبد العاطي على موقف مصر الراسخ تجاه الأزمة السورية، مؤكدًا ضرورة احترام وحدة وسيادة الأراضي السورية ورفض أي تدخلات خارجية قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار، داعيًا إلى تفعيل عملية سياسية شاملة تحقق تطلعات الشعب السوري.
تنفيذ مشروعات تنموية واستثمارية
وفيما يتعلق بالقارة الأفريقية، اتفق الوزيران على أهمية تعزيز التعاون المصري–التركي داخل القارة، من خلال الشراكة الثلاثية المصرية–التركية–الأفريقية لتنفيذ مشروعات تنموية واستثمارية مشتركة في مجالات البنية التحتية والطاقة والزراعة، بما يدعم التنمية والاستقرار في القارة.
كما شدد الوزير عبد العاطي على أهمية دعم الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، واحترام وحدة الأراضي الصومالية ورفض أي محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية.
وفي ختام المباحثات، قام الوزير عبد العاطي بإهداء الجانب التركي مستنسخًا من تمثال أمنحتب الثالث بالحجم المتحفي، بمناسبة مرور مائة عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا، تعبيرًا عن عمق الروابط التاريخية والحضارية التي تجمع البلدين، على أن يُعرض التمثال في أحد الميادين أو المواقع المهمة بالعاصمة أنقرة تخليدًا لرمزية المناسبة.


