أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن استثمارات الدولة في البنية التحتية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتزامها بتحقيق التنمية الشاملة، التي تتجسد في المشروع القومي العملاق “حياة كريمة” لتطوير الريف المصري.
60 مليون مواطن
وأوضح مدبولي، خلال مشاركته مساء اليوم في فعاليات “القمة العالمية لصناعة التعهيد” التي تنظمها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن مشروع “حياة كريمة” يغطي أكثر من 60 مليون مواطن في آلاف القرى المصرية، ويوفر بنية تحتية حديثة تشمل الكهرباء، ومياه الشرب، والصرف الصحي، إلى جانب التوسع في إنشاء المدارس وتطوير خدمات الرعاية الصحية، مشيرًا إلى أن المشروع مدعوم بشبكة ألياف ضوئية قوية تتوسع باستمرار لتلبية احتياجات التنمية الرقمية.
وتناول رئيس الوزراء في كلمته جهود الحكومة في مجال الاستدامة والطاقة المتجددة، مؤكدًا أن مصر تُسرّع من وتيرة التحول نحو استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر، بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، مشددًا على أن الدولة تسعى إلى تحقيق توازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة.
مصر الرقمية
وأشار مدبولي إلى أن التحول الرقمي يمثل أحد الركائز الأساسية لجهود التنمية، موضحًا أن مصر أصبحت رائدة إقليميًا في هذا المجال، حيث تقدم أعلى سرعات للإنترنت الثابت في أفريقيا، وتحتل المركز الثاني من حيث انخفاض تكلفة الخدمة، وهو ما يعكس التزام الحكومة ببناء “مصر الرقمية” وتعزيز قدرة المواطنين على التفاعل مع التطورات التكنولوجية.
وفي هذا السياق، أكد رئيس الوزراء أن مصر تحافظ على مكانتها كواحدة من أفضل ثلاث بيئات تمكينية ابتكارية في المنطقة، وقد ارتقت إلى تصنيف المجموعة الأولى “أ” ضمن مؤشر نضج الحكومة الرقمية الصادر عن البنك الدولي، مشيرًا إلى أن هذه البنية التحتية الشاملة والمستدامة تُعدّ ركيزة أساسية تمكّن الشركات من التواصل والتوسع في مناخ من الثقة والاستقرار.
وانتقل مدبولي إلى الحديث عن الاستثمار في رأس المال البشري، مؤكدًا أن مصر، بما تمتلكه من نحو 110 ملايين مواطن، تضم واحدة من أكثر الفئات السكانية ديناميكية وشبابًا في العالم، وأن الشعب المصري يُعدّ أعظم ثرواتها الحقيقية.
التحولات التكنولوجية العالمية
وأوضح أن الحكومة تعمل على توسيع نطاق برامج التدريب التقني والمهني، وتنمية المهارات اللغوية والرقمية، لتمكين المواطنين من المنافسة في الاقتصاد العالمي، خاصة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مشيرًا إلى أن النظام التعليمي في مصر يتطور بما يتماشى مع التحولات التكنولوجية العالمية من خلال دمج الذكاء الاصطناعي ومهارات العمل الرقمي في المناهج الدراسية الوطنية.
وأضاف رئيس الوزراء أن الدولة توزع سنويًا ما يقرب من مليون جهاز لوحي “تابلت” على طلاب المرحلة الثانوية، في إطار منظومة التعليم الرقمي الوطنية التي تُحدث أساليب التعلم والتقييم والوصول إلى المعرفة بشكل مستمر.
مراكز خدمة عالمية
كما لفت مدبولي إلى تعزيز التعاون بين مقدمي التكنولوجيا العالميين والجامعات المصرية، لضمان تأهيل الشباب بالمهارات المطلوبة لسوق العمل الحديث، موضحًا أن مصر تمتلك اليوم أكثر من عشرة مراكز خدمة عالمية تعمل في مختلف أنحاء البلاد، وتضم كفاءات شابة تقدم خدماتها لعملاء دوليين باحترافية وفخر.
واختتم رئيس الوزراء كلمته بالتأكيد على أن مصر ماضية في طريقها بثقة نحو بناء اقتصاد معرفي حديث يقوم على التنمية الشاملة، والتحول الرقمي، وتمكين الإنسان المصري باعتباره محور التنمية وغايتها.


