أكدت منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزيرة البيئة، أن تطوير حديقة المسلة التراثية يأتي في إطار الرؤية الوطنية التي أطلقها عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لإحياء التراث وتعزيز هوية القاهرة الحضارية، لتصبح العاصمة متحفًا مفتوحًا للتاريخ والفن والجمال والثقافة، مشيرة إلى حرص الحكومة على الحفاظ على الحدائق التراثية والتاريخية في مختلف المحافظات، باعتبارها جزءًا أصيلًا من الهوية المصرية ومتنفسًا بيئيًا وثقافيًا للمواطنين. وأوضحت أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بمشروعات التطوير التي تراعي المعايير البيئية والأثرية، بما يعيد لهذه المواقع رونقها ومكانتها.
استثمار الموارد التراثية
وأضافت عوض، خلال افتتاح أعمال التطوير الشامل لحديقة المسلة التراثية بمنطقة الزمالك في القاهرة، بعد الانتهاء من تنفيذ خطة متكاملة لإحياء الحديقة ورفع كفاءتها بما يتماشى مع قيمتها التاريخية والجمالية، أن تطوير حديقة المسلة يعكس حرص الدولة على استثمار مواردها التراثية بشكل يحقق عائدًا ثقافيًا وسياحيًا، مشددة على أن الهدف ليس فقط تجميل المكان، بل تحويل الحدائق التاريخية إلى نقاط جذب نابضة بالحياة تشجع على السياحة الداخلية وتعزز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة والتراث المصري الأصيل. وأوضحت أن أعمال التطوير تضمنت زراعة أكثر من 1600 شجرة جديدة من الأنواع الملائمة للبيئة المصرية، وتنسيق المسطحات الخضراء والممرات والمجاري المائية لتشكيل لوحة بصرية متكاملة تجمع بين الجمال الطبيعي والعناصر المعمارية الراقية، مع الحفاظ على جميع الأشجار والنباتات النادرة والتراثية الموجودة، إلى جانب إنشاء خدمات متكاملة للزوار بتصميم معماري حديث ينسجم مع الطابع التاريخي للحديقة.
من جانبه، أعرب رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري عن سعادته بإعادة إحياء حديقة المسلة، التي وصفها بـ “الرئة الخضراء” التي تم إحياؤها من جديد، موضحًا أن هذه الحديقة تأتي في مقدمة عدد من الحدائق التراثية التي قررت الدولة المصرية توجيه جهودها لإحيائها، وذلك تحت قيادة رئيس الجمهورية الذي يمتلك نظرة مستقبلية عميقة في كل المشروعات التنموية، خاصة تلك التي تستهدف صون التراث المصري العريق. وأشار إلى أن المشروع تم إنجازه من خلال تنسيق كامل بين الجهات المعنية، وفق معايير واشتراطات بيئية دقيقة، مع تخصيص الأرشيف القومي للأشجار النادرة بها. كما أعرب عن تطلعه لإحياء المزيد من المواقع التراثية وإعادة صياغتها بما يتناسب مع المجتمع والمواطنين.
أعمال التطوير في الحديقة
وشهد الافتتاح عرض فيلم تسجيلي عن أعمال التطوير التي تمت في الحديقة، والتي جاءت بجهود مشتركة بين الشركة القابضة للاستثمار والتنمية، والمجلس القومي للتنسيق الحضاري، ومحافظة القاهرة، وصندوق تحيا مصر، حيث ساهم هذا التعاون في إحياء الموقع على مساحة تتجاوز 12 ألف متر مربع، ليصبح متحفًا مفتوحًا يعكس روح القاهرة الحديثة.
وتضمن المشروع إقامة مناطق ترفيهية وملاعب للأطفال وممرات للمشاة، إلى جانب أركان لإحياء الحرف اليدوية المصرية مثل صناعة النحاس والسجاد اليدوي والخيامية، في مشهد يجمع بين أصالة الماضي وروح الحاضر. كما شمل التطوير تحديثًا كاملًا للبنية التحتية من شبكات الصرف والري والكهرباء، ومنظومات الإنذار ومكافحة الحرائق، بما يضمن استدامة الحديقة وسلامة منشآتها.
كذلك تمت إضافة منظومة إضاءة حديثة تبرز جمال الحديقة ومعالمها ليلًا، وتوفر أجواء آمنة وجاذبة للزوار.
وفي ختام الافتتاح، قامت الوزيرة ومستشار رئيس الجمهورية ومحافظ القاهرة بجولة تفقدية داخل الحديقة لمتابعة أعمال التطوير ميدانيًا، ولقاء عدد من أصحاب الحرف اليدوية الذين يعرضون منتجاتهم التراثية داخل الحديقة.