تحولت الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس إلى مشهد مأساوي على طريق مطروح – الإسكندرية الساحلي، وتحديدًا عند منطقة سواني جابر شرق مدينة الضبعة، بعدما شهد الطريق حادثًا مروعًا نتيجة اصطدام سيارة نقل ثقيل محملة بالبضائع بعدد من السيارات، ما أدى إلى تفحم جثامين وإصابة العشرات في حصيلة أولية، وسط مشاهد مروعة من ألسنة النيران والدخان الكثيف.
لحظة انقلاب وشلل مروري
وفقًا لروايات شهود العيان، بدأت الكارثة حين فقد سائق سيارة نقل ثقيل السيطرة على مركبته، فانقلبت الشاحنة لتشتعل فيها النيران، مما أدى إلى حالة ارتباك مروري شديد في موقع الحادث.
الحريق المندلع وحالة الذعر دفعت عشرات السيارات إلى التوقف المفاجئ عند كمين سواني جابر، غير أن الشاحنة الثقيلة استمرت في اندفاعها لتصطدم تباعًا بـ 9 سيارات ملاكي، و2 ميكروباص، إضافة إلى سيارة نقل ثلاجة محملة بالأغذية، فتضاعفت الخسائر البشرية والمادية بشكل مأساوي.
شاهد عيان قال إن ألسنة اللهب امتدت بسرعة إلى السيارات المتوقفة، فيما تعالت صرخات المصابين والعالقين وسط محاولات الأهالي والمسافرين فتح أبواب السيارات لإنقاذ الركاب، قبل وصول سيارات الإسعاف والحماية المدنية.
مصابون وحالات حرجة
الحصر المبدئي الصادر عن وزارة الصحة والسكان أكد أن الحادث أسفر عن إصابة 18 شخصًا على الأقل، بينهم حالات حرجة، بالإضافة إلى حالتي وفاة، إحداهما متفحمة بالكامل داخل سيارة ملاكي.
وذكرت المصادر الطبية في مستشفى الضبعة المركزي أن من بين المصابين أطفالًا وسيدات، وأن الإصابات تنوعت بين كسور متفرقة، نزيف داخلي، وحروق خطيرة. بعض الحالات دخلت العناية المركزة فور وصولها إلى المستشفى.
وأكدت مصادر أخرى أن العدد مرشح للزيادة، خاصة مع استمرار عمليات الفحص الطبي الشامل لجميع المصابين، والتأكد من عدم وجود مضاعفات تهدد حياتهم.
سيارات إسعاف خلال دقيقتين
في بيان رسمي، أعلنت وزارة الصحة أنها فور تلقي البلاغ استجابت بشكل عاجل، حيث دفعت بـ 10 سيارات إسعاف مجهزة إلى موقع الحادث، وصلت أولها خلال دقيقتين فقط، فيما تتابع وصول بقية السيارات لتقديم الدعم الطبي ونقل المصابين.
كما أعلنت الوزارة وضع 10 سيارات إسعاف إضافية في حالة تأهب قصوى تحسبًا لأي تطورات، مؤكدة أن فرق الطوارئ في مستشفى الضبعة المركزي بكامل جاهزيتها.
التضامن الاجتماعي تتدخل: دعم للأسر ومساعدات عاجلة
من جانبها، أصدرت وزيرة التضامن الاجتماعي تعليمات عاجلة لفرق الإغاثة بالهلال الأحمر المصري بالتواجد في موقع الحادث لتقديم الدعم النفسي والمساعدات الإنسانية للمصابين وأسر الضحايا.
ووجهت الوزيرة بضرورة سرعة الانتهاء من الأبحاث الاجتماعية اللازمة لصرف التعويضات والدعم المالي لأسر المتوفين والمصابين، مؤكدة أن الدولة لن تتأخر عن مساندة المتضررين من هذه الكارثة.