أثار النائب الدكتور فريدي البياضي، عضو مجلس النواب ونائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، جدلًا واسعًا داخل قاعة البرلمان، بعدما ألقى بيانًا عاجلًا اتسم بالحدة في انتقاد أداء الحكومة، على خلفية الكارثة التي وقعت جراء حريق سنترال رمسيس، والتي تسببت في شلل واسع النطاق في البنية التحتية للدولة.
واستهل النائب بيانه بتوجيه التحية لأرواح شهداء الواجب الذين سقطوا في الحادث الأليم، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين، قبل أن يشن هجومًا لاذعًا على الحكومة، معتبرًا أن ما جرى “فضيحة وطنية كشفت زيف التحول الرقمي”، مؤكدًا أن ما حدث لا يُعد خللًا فنيًا بل “شللًا رقميًا” أصاب مفاصل الدولة الحيوية.
حريق سنترال رمسيس
وقال البياضي في كلمته: “اللي حصل مش مجرد حريق… ده إعلان رسمي لفشل الدولة في حماية أبسط بنيتها الأساسية.
انقطعت الاتصالات، تعطلت البنوك، توقفت الرحلات، سكتت الهواتف، وسقطت البورصة… ومصر كلها دخلت حالة (شلل رقمي)!”
وأشار إلى أن خسائر توقف البورصة وحدها تُقدَّر بالمليارات، متسائلًا: “مين المسؤول عن الخسائر؟ ومين هيعوّض آلاف المواطنين والشركات؟ ولا هنعدّيها كأن الدولة ما وقعتش أصلاً؟”
وفجّر النائب مفاجأة تحت قبة البرلمان، قائلاً إن وزير الاتصالات حاول التقليل من حجم الأزمة، مشيرًا إلى أن بعض الخدمات بدأت في العودة مثل تطبيق Instapay، لكنه كشف عن تجربته الشخصية قائلاً: “الكلام ده مش حقيقي… أنا جرّبته دلوقتي ومش شغّال! يعني حتى تقارير الحكومة مش دقيقة… والوزير نفسُه اتفاجئ على الهوا!”
خطط الطوارئ
وتساءل البياضي بحدة: “فين خطط الطوارئ؟
فين مراكز الطوارئ البديلة؟
فين التوزيع الجغرافي للأحمال؟
وفين طيارات الإطفاء اللي مصر بعثتها تحارب حرائق في دول مجاورة سنة 2019؟!
ما شفناهاش لما الحريق ولّع في قلب العاصمة!”
غياب الدور الرقابي
وانتقد النائب بشدة غياب الدور الرقابي قائلًا: “هل في جهات فعلاً بتراجع سلامة مباني حيوية زي دي؟
ولو فيه… اشتغلت؟ رفعت تقارير؟ اتحرّك حد؟
وإزاي مبنى فيه هذا القدر من الأهمية ما فيهوش أبسط وسائل الحماية: لا غاز خامل، لا إطفاء جاف، لا إنذار مبكر؟!”
وفي ختام بيانه، طالب النائب الدكتور فريدي البياضي الحكومة باتخاذ خطوات فورية ضمن خطة قومية شاملة تتضمن:
تحقيق شفاف ومعلن في الحادث.
محاسبة جميع المسؤولين والمقصرين.
إعادة توزيع الشبكات وإنشاء مراكز بديلة.
تجهيز منشآت الاتصالات بأنظمة حماية حديثة.
فرض رقابة مستقلة على أداء البنية التحتية.
مشروع عقل مصر
واختتم البياضي بيانه بجملة صادمة أثارت انتباه النواب: “فين مشروع عقل مصر اللي كلف مليارات في العاصمة لحماية البنية التحتية الرقمية والأمن السيبراني والاتصالات الهامة؟
ولا مليارات مصر بس اللي راحت هناك… والعقل اتساب في وسط البلد علشان يتحرق؟!”
ويُنتظر أن تشهد الساعات القادمة تحركات موسعة داخل البرلمان لمتابعة ملف التحقيق في الحادث، وتقييم جاهزية الدولة للتعامل مع أزمات تمس الأمن القومي الرقمي والبنية التحتية الحيوية.