في عالم الفن العربي، هناك نجوم استثنائيون قرروا أن يكرسوا حياتهم للفن وحده، مفضلين الإبداع والعطاء الفني على الارتباط والزواج. هؤلاء الفنانون عاشوا حياتهم وكأنهم رهبان في دير الإبداع، حيث كانت قلوبهم معلقة بموهبتهم وشغفهم بالفن، حتى وإن مرت بهم قصص حب وأشواق لم تكتمل. ترك هؤلاء النجوم بصمات خالدة في تاريخ الفن العربي، مؤكدين أن الفن أسمى وأعمق من أي ارتباط شخصي أو حياة زوجية.
نجوم رفضوا الارتباط خلف الكواليس
من أبرز هؤلاء الفنانين، الفنانة الكبيرة أمينة رزق، التي مرت بحياة عاطفية مرتبطة بالفنان يوسف وهبي، لكنها لم تخطُ خطوة الزواج منه. كرّست أمينة رزق حياتها للفن، وصنعت من نفسها رمزاً للأم في السينما المصرية، فكان تميزها في المسرح والسينما والتلفزيون دليلاً على ولائها التام للفن، تاركة خلفها إرثاً فنياً لا يُنسى.
أما الفنان زكي رستم، فقد عرف بتقديم أدوار الشر، لكنه في حياته الخاصة كان قلبه محطماً بعد فقدانه لحبيبته التي تزوجت غيره، فاختار العزوبية طوال حياته. ظل زكي رستم وحده حتى رحيله في عام 1972، محتفظاً بوفائه لفن السينما على حساب حياته الشخصية.
وفي مشهد آخر من حياة العزوبية الفنية، عاش فريد الأطرش، ذلك الفنان المتعدد المواهب، حياة مليئة بالقصص العاطفية، أبرزها قصة حبه للفنانة سامية جمال التي شاركته البطولة في العديد من الأفلام. رغم كل هذه القصص، لم يقرر فريد الأطرش الزواج، وظل وحيداً حتى رحيله عام 1974، معبراً عن تفانيه الكامل لفنه وموسيقاه.
أما عبد الحليم حافظ، العندليب الأسمر، فقد كان محاطاً بشائعات الزواج، خصوصاً بعد وفاته، إلا أن ابن شقيقه نفى تماماً أن يكون قد تزوج. رغم حبه الحقيقي لفتاة أحبها بشدة، إلا أن ظروف العائلة ومنعهم جعله يختار حياة العزوبية، محافظاً على بريقه الفني دون أن يلتزم بحياة زوجية.
وأخيراً، الفنان سليمان بك نجيب، الذي اختار أن يظل بعيداً عن الزواج، معلناً أنه يرى في العلاقة الزوجية “مناكفات” لا تناسب روحه، فظل رهبانياً لفنه حتى رحيله عام 1955.