تُعد مرحلة الثانوية العامة من أكثر المراحل حساسية في حياة الطالب والأسرة، فهي ليست مجرد اختبارات تقيس التحصيل الدراسي، بل تجربة متكاملة نفسياً وعاطفياً تتطلب توازناً دقيقاً بين الجهد، والدعم الأسري، والبيئة المحيطة. وفي ظل الضغوط المتزايدة التي يواجهها الطلاب، يبرز دور الأسرة كمكوّن أساسي في تهيئة مناخ نفسي يساعد الأبناء على عبور هذه المرحلة بأمان ونجاح.
وفي هذا السياق، قدمت الدكتورة ياسمين الجندي، استشاري العلاقات الأسرية، مجموعة من الإرشادات المهمة التي يمكن أن تُحدث تحولاً حقيقياً في أداء الطلاب، مؤكدة أن الكلمات الطيبة، والهدوء، والتفاهم، والتقدير، ليست مجرد مظاهر دعم، بل هي مفاتيح أساسية للنجاح والتوازن النفسي.

أسرار لضمان وجود الأبناء ضمن قائمة أوائل الثانوية العامة
وأشارت الدكتورة الجندي إلى أن كل تصرف داخل الأسرة ينعكس بشكل مباشر على الحالة النفسية والتركيز الذهني للطالب، موضحة أن البيت قد يكون إما الحاضن الآمن الذي يمنح الطالب الثقة والدافع، أو بيئة مثقلة بالتوتر تستنزف طاقته.
وحددت الجندي خمس ركائز ضرورية يجب أن تلتزم بها الأسر لدعم أبنائها خلال فترة الاستعداد للثانوية العامة:
-
الكلمة الطيبة وقود الإرادة
الكلمات الإيجابية مثل “أنا واثق فيك” و”أنا شايف تعبك وده في حد ذاته نجاح” تُسهم في بناء ثقة الطالب بنفسه وتعزز تركيزه. وعلى الأهل أن يستبدلوا العبارات الضاغطة مثل “خلصت إيه؟” بكلمات تقدير تشجّع على الاستمرار. -
الهدوء ضرورة وليس رفاهية
الهدوء داخل المنزل يُعد شرطاً أساسياً للإنجاز. الصراخ المستمر والخلافات العائلية تستهلك طاقة الطالب العقلية وتربك تركيزه، لذا تنصح الجندي بتأجيل النقاشات الحادة أو إبقائها بعيداً عن الأبناء. -
التوازن بين الجدية والراحة
تنظيم الوقت بين الدراسة والراحة يساهم في استيعاب أفضل للمعلومات. العقل المرتاح أكثر قدرة على الفهم والتركيز، والاعتقاد بأن الراحة مضيعة للوقت هو تصور خاطئ يجب تجاوزه. -
بناء علاقة داعمة مع الأبناء
العلاقة القائمة على الحوار والمشاركة تُنتج نتائج أفضل من العلاقة القائمة على الأوامر. من الأفضل أن يسأل ولي الأمر: “تحب نبدأ بإيه؟” أو “نراجع إزاي؟” بدلاً من فرض طريقة واحدة في المذاكرة، مما يعزز الثقة والانتماء. -
الاحتفاء بالمجهود قبل النتيجة
لا يجب أن يكون الفخر مقصورًا على الدرجات فقط، بل على الالتزام والمثابرة. شعور الطالب بأن مجهوده مقدر يحفّزه على الاستمرار، ويقلل من ضغط التوقعات المرتبطة بالنتيجة النهائية.
واختتمت الجندي حديثها بالتأكيد على أن الأسرة الواعية هي التي تدرك أن الدعم النفسي لا يقل أهمية عن الدعم الدراسي، بل قد يكون العامل الفارق في مسيرة نجاح أبنائها.