في خطوة تاريخية تعكس إرادة المجتمع الدولي الواسعة، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم مشروع قرار يؤيد “إعلان نيويورك بشأن الاستيطان السلمي لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين”، بأغلبية ساحقة بلغت 142 صوتاً مؤيداً، مقابل 10 أصوات معارضة و12 امتناعاً عن التصويت.
يأتي هذا الإعلان، الذي تم تبنيه خلال المؤتمر الدولي عالي المستوى الذي عقد في نيويورك من 28 إلى 30 يوليو 2025 برعاية السعودية وفرنسا، كثمرة لجهود دبلوماسية مكثفة تهدف إلى إنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني المستمر منذ عقود. ويحدد الإعلان خطوات ملموسة ومحددة زمنياً، بما في ذلك خطة مدتها 15 شهراً لإقامة دولة فلسطينية ديمقراطية وغير مسلحة، إلى جانب ضمان أمن إسرائيل، مع التركيز على وقف إطلاق النار في غزة ومعالجة قضايا اللاجئين والمستوطنات.
وفقاً لتصريحات المندوبين خلال الجلسة، يمثل هذا القرار “انتصاراً للسلام”، حيث أكد مندوب فلسطين في الأمم المتحدة أن “العالم يختار السلام، وفلسطين تختار السلام”، مشيراً إلى أن الإعلان يعكس التزاماً دولياً بقرارات الأمم المتحدة السابقة، بما في ذلك قرار التقسيم لعام 1947. كما أشاد المندوب السعودي بالجهود الدولية، مشدداً على أن “الإعلان يحدد خطوات لا رجعة فيها نحو حل الدولتين”.
من جانبها، أعلنت فرنسا وبريطانيا نيتهما الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة في سبتمبر 2025، شريطة الالتزام بوقف إطلاق النار ومنع الضم في الضفة الغربية. وفي الوقت نفسه، عارضت الولايات المتحدة وإسرائيل هذا القرار، معتبرة إياه “غير متوازن” ويهدد عملية السلام الثنائية، حيث صوتت الولايات المتحدة ضد استئناف المؤتمر في سبتمبر.
يُعد هذا التصويت تطوراً هاماً في سياق الجهود الدولية، حيث سبقته قرارات سابقة للجمعية العامة، مثل قرار مايو 2024 الذي حصل على 143 صوتاً مؤيداً لعضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة، وقرار ديسمبر 2024 الذي اعتمد المؤتمر بـ157 صوتاً. ويأتي في وقت تشهد فيه غزة دماراً هائلاً جراء النزاع المستمر، مما يعزز الضغط الدولي لتحقيق حل سياسي مستدام.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن “القرار يمثل فرصة تاريخية لإنهاء الصراع، لكنه يتطلب شجاعة وإصراراً من جميع الأطراف”. ومن المتوقع أن يُعقد قمة تابعة في 22 سبتمبر 2025 لمتابعة تنفيذ الإعلان، مع مشاركة رؤساء حكومات ودول.