أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية اليوم بأن إسرائيل فشلت في التوصل إلى اتفاق مع عدة دول عربية ودولية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، في الوقت الذي أدلى فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باعترافات صريحة بأنه “لا أمل في إقناع المصريين” بقبول هذا السيناريو. التصريحات تأتي وسط تصعيد في التوترات بين القاهرة وتل أبيب، مع تأكيد مصري قاطع على رفض أي مشاركة في “تصفية القضية الفلسطينية” أو جعل الحدود المصرية “بوابة للتهجير”.
وفقاً لتقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية مثل “تايمز أوف إسرائيل” و”يسرائيل هيوم”، حاولت الحكومة الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة الضغط على دول مثل مصر والأردن وقطر، بالإضافة إلى بعض الدول الأوروبية، لاستقبال جزء من سكان غزة تحت ذريعة “الهجرة الطوعية” أو “إعادة الإعمار”. لكن هذه المحاولات اصطدمت برفض حاسم، حيث أكدت مصر مراراً أن أي تهجير قسري أو غير طوعي هو “خط أحمر” لا يمكن تجاوزه. وفي تصريح حديث لنتنياهو في مقابلة مع قناة “أبو علي إكسبريس” التليغرامية الإسرائيلية، قال إنه “يمكن فتح معبر رفح لهم، لكن مصر ستغلقه فوراً”، مشيراً إلى أن “نصف سكان غزة يريدون الخروج”، لكنه أعرب عن يأسه من إقناع القاهرة بتغيير موقفها.
من جانبها، ردت وزارة الخارجية المصرية ببيان رسمي يصف تصريحات نتنياهو بأنها “محاولة لتمديد التصعيد في المنطقة وتجنب المساءلة عن الانتهاكات الإسرائيلية في غزة”. وأكد البيان أن “مصر لن تكون شريكاً في تصفية القضية الفلسطينية أو بوابة للتهجير”، مشددة على أن حدودها “لن تُفتح إلا للمساعدات الإنسانية”. كما أدلى رئيس هيئة الاستعلامات والتجنيد المصرية، الدكتور ضياء رشوان، برد ناري قائلاً: “مصر لن تشارك في تهجير الفلسطينيين، وإذا كانت حرية الانتقال مكفولة لهم، فليذهبوا إلى أرض آبائهم في النقب وحيفا ويافا”، مضيفاً أن هناك خمسة معابر بين غزة وإسرائيل، وأن على نتنياهو السماح للفلسطينيين بالانتقال إلى “الغلاف” الإسرائيلي إذا أراد ذلك.
التقارير الإسرائيلية أشارت أيضاً إلى أن نتنياهو حاول سابقاً الضغط على الولايات المتحدة للتدخل لإقناع مصر بامتصاص اللاجئين من غزة، لكنه واجه رفضاً أمريكياً واضحاً، حيث أكد الرئيس جو بايدن في اجتماعات سابقة أن القاهرة لا ترى في ذلك خياراً قابلاً للتنفيذ. كما أن دولاً أخرى مثل قطر والإمارات أدانت التصريحات الإسرائيلية، معتبرة إياها “امتداداً لنهج الاحتلال في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني”. وفي سياق متصل، أفادت تقارير بأن نتنياهو يحاول الآن إثارة أزمات مع مصر للالتفاف على المحاسبة الداخلية في إسرائيل، خاصة مع اقتراب الانتخابات وتصاعد الاحتجاجات ضد سياساته في غزة.
هذه التطورات تأتي في ظل كارثة إنسانية مستمرة في غزة، حيث أدى العدوان الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 64 ألف فلسطيني ونزوح 1.5 مليون آخرين، مع تقارير من هيومن رايتس ووتش تشير إلى أن السياسات الإسرائيلية تشكل “تهجيراً قسرياً” يهدف إلى إفراغ القطاع من سكانه. ومع تزايد الضغوط الدولية، يبدو أن محاولات إسرائيل للتهجير قد فشلت ذريعاً، مما يعزز من موقف مصر كحارس للحدود والقضية الفلسطينية.