شهدت الدورة الرابعة عشرة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، جلستين حواريتين تناولتا محورين مترابطين هما: “الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته القانونية” و”الإعلام الرقمي لرفع المناعة السيبرانية”، وركزت الجلستان على سبل توظيف الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية مثل التعليم والرعاية الصحية والتخطيط الحضري لتعزيز الأمن الغذائي والصحي، إلى جانب إبراز الإعلام الرقمي كجزء أساسي من منظومة الدفاع السيبراني الوطني، عبر رفع الوعي المجتمعي، وتعزيز ثقافة الحماية الذاتية والمؤسسية، ونشر رسائل توعوية مستمرة لبناء بيئة رقمية أكثر أماناً واستدامة.
في الجلسة الأولى، أوضح الدكتور عبدالله آل ناصر، المحامي والمستشار القانوني الإماراتي، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفاً أو خياراً إضافياً كما كان يُنظر إليه سابقاً، بل أصبح ضرورة مهنية وقانونية لا غنى عنها.
وقال: “العام الماضي تحدثنا في المنتدى عن الذكاء الاصطناعي كرفاهية، واليوم نتحدث عنه كضرورة ملحة”. وأضاف أن غياب تشريعات واضحة يمثل أكبر تحدٍ قانوني، خصوصاً في تحديد المسؤوليات الناشئة عن استخدام هذه التقنيات.
كما قدّم علي الغيثي، مدرب الذكاء الاصطناعي، تصوراً عملياً حول الاستخدام الأمثل للتقنيات من خلال ما أسماه «هندسة الأوامر»، مبيناً أن دقة المخرجات مرهونة بجودة صياغة الطلبات وتوضيح عناصرها الأساسية كالدور والهدف والسياق والمعايير المرجوة، مؤكداً أن “كلما كان الطلب أكثر تحديداً، جاءت الاستجابة أكثر دقة وملاءمة”.
رفع المناعة السيبرانية أولوية
أما الجلسة الثانية، التي حملت عنوان “الإعلام الرقمي لرفع المناعة السيبرانية”، فقد تناول خلالها زايد سعيد الشامسي، المحامي والمستشار القانوني ورئيس لجنة الشؤون القانونية والتشريعية في الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، التحديات التي تفرضها الطفرات الرقمية على أمن الأفراد والمؤسسات.
وأكد أن الاستخدام المكثف للتقنيات الرقمية، رغم ما يحمله من فرص، يمثل في الوقت ذاته باباً واسعاً لمحاولات الاختراق والهجمات الإلكترونية، ما يجعل الأمن السيبراني ضرورة ملحة.
وأوضح الشامسي أن الإعلام الرقمي يتجاوز دوره التقليدي في نقل المعلومة، ليصبح خط الدفاع الأول في مواجهة التهديدات عبر نشر رسائل توعوية، وكشف محاولات التضليل، وتعزيز ثقافة الحماية الذاتية والمؤسسية.
وأضاف: “علينا أن نتعامل مع الطفرات الرقمية لا كتهديد، بل كأدوات حماية ووقاية، فالإعلام إذا أُحسن توظيفه يمكن أن يكون درعاً وقائياً يحمي المجتمع من الانكشاف أمام الهجمات السيبرانية”.