شهد اليوم الأول من الدورة الرابعة عشرة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، جلسة متخصصة تناولت سبل دعم جودة حياة الأطفال من ذوي صعوبات التعلم، عبر مقاربات نفسية وتعليمية وإعلامية متكاملة، وطرح الخبراء والمتخصصون المشاركون في الجلسة رؤى عملية تهدف إلى تغيير الصور النمطية المرتبطة بهذه الفئة وإبراز إمكاناتهم الكامنة، وتحويل الاتصال الحكومي من مجرد أداة لنقل المعلومات إلى وسيلة تمكين تغيّر حياة الأطفال وأسرهم.
الدعم النفسي حجر الأساس
افتتحت الجلسة الدكتورة مها آل علي، الطبيبة النفسية المتخصصة في الطب النفسي للأطفال والمراهقين، بالتأكيد على أن الانطلاق من الجانب النفسي يشكل الركيزة الأولى في دعم الطلبة من ذوي صعوبات التعلم. وقالت إن الثقة بالنفس والشعور بالأمان العاطفي يضاعفان قدرة الطالب على التعلم والاندماج، مضيفة: “كلما شعر الطفل من ذوي صعوبات التعلم بالأمان النفسي والدعم العاطفي المناسب، زادت قابليته على التعلم، وتحسنت قدراته على الانتباه والتفكير النقدي، ما يمكّنه من تحويل التحديات إلى فرص لإظهار إمكاناته الفكرية”.
جودة الخدمات والتقنيات المساندة
بدوره أوضح أحمد السالم، مسؤول قسم التدخل الأكاديمي في مركز الشارقة لصعوبات التعلم، أن جودة الخدمات التعليمية وفعاليتها أهم من وفرتها، مشيراً إلى أن الطالب من هذه الفئة “طالب طبيعي يحتاج فقط إلى طريقة تعلم مختلفة”. وأكد أن وجود أخصائيين مؤهلين وأدوات تشخيص دقيقة وفق معايير عالمية هو أساس رفاهية الطفل التعليمية.
وتحدث السالم عن دور التكنولوجيا في تيسير التعليم، مستعرضاً تجربة برنامج “المناصرة الذاتية” الذي يعرّف الطفل بحقوقه ويمكّنه من المطالبة بها، ويعزز في الوقت نفسه وعي المجتمع بضرورة صونها. وأضاف: «هدفنا ليس تقديم خدمة تعليمية فحسب، بل تقديمها بجودة عالية وبطريقة أسرع وأسهل عبر التكنولوجيا، حتى يشعر الطالب أن التعليم متاح في كل وقت».
تحويل القضية إلى شأن مجتمعي
من جانبه شدّد الدكتور السيد بخيت درويش، أستاذ كلية علوم الاتصال والإعلام بجامعة زايد ورئيس قسم الاتصال الجماهيري، على ضرورة إعادة صياغة الخطاب الإعلامي والرسائل الحكومية المتعلقة بصعوبات التعلم، باعتبارها قضية مجتمعية عامة لا تخص أسر الطلبة وحدهم. وقال: “يجب أن تُبرز الرسائل الإعلامية الطاقات المميزة لدى الأطفال من ذوي صعوبات التعلم، حتى يصبح خطاباً عاماً واسع الانتشار يدعم نظرة المجتمع الإيجابية لهم، ويرفع من فرصهم في التعليم والعمل”.