أعلنت إسرائيل اليوم الثلاثاء رسمياً قبولها مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، في خطوة وُصفت بأنها الأولى من نوعها علناً، وسط تصاعد الضغوط الدولية لإيقاف النزاع الذي يدخل عامه الثالث.
جاء الإعلان من خلال تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، خلال لقائه برئيس الوزراء الكرواتي أندريه بلينكوفيتش في زغرب. وقال ساعر إن “إسرائيل تسعى إلى إنهاء الحرب على غزة استناداً إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووفق المبادئ التي أقرها المجلس الوزاري الأمني المصغر”. وأكد أن هذا القبول يشمل صفقة شاملة تشمل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس ونزع سلاح الحركة، مع ضمانات أمريكية لإنهاء النزاع بشكل كامل.
يأتي هذا الإعلان بعد يومين من تحذير ترامب الأخير لحركة حماس عبر منصة “تروث سوشيال”، حيث قال إن “الإسرائيليين قد قبلوا شروطي، وآن الأوان لأن تقبل حماس أيضاً. لقد حذرت حماس من عواقب عدم القبول، وهذا تحذيري الأخير، لن يكون هناك آخر”. وأضاف ترامب أنه يتوقع صفقة قريبة لإطلاق سراح جميع الرهائن، سواء الأحياء أو الأموات، مشيراً إلى أن حوالي 20 رهينة لا يزالون على قيد الحياة من أصل 48.
تفاصيل المقترح الأمريكي
وفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية وأمريكية، يتضمن مقترح ترامب الذي قدمه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، النقاط الرئيسية التالية:
- إطلاق سراح الرهائن: إطلاق جميع الـ48 رهينة (أحياء وأموات) في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، مقابل إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بما في ذلك بعض الذين يواجهون أحكاماً بالسجن المؤبد.
- وقف إطلاق النار: هدنة لمدة 60 يوماً على الأقل، خلالها ستتوقف إسرائيل عملية “عربات جدعون 2” الرامية للسيطرة على مدينة غزة، مع بدء مفاوضات فورية بإشراف ترامب شخصياً لإنهاء الحرب نهائياً.
- الضمانات: ضمانات أمريكية بعدم استئناف القتال طوال فترة المفاوضات، مع التركيز على نزع سلاح حماس وتفكيك قوتها العسكرية، مقابل انسحاب إسرائيلي كامل من غزة ورفع الحصار جزئياً للسماح بدخول المساعدات الإنسانية عبر قنوات الأمم المتحدة.
- إدارة ما بعد الحرب: تشكيل إدارة مدنية فلسطينية مستقلة في غزة، مع مشاركة دول عربية مثل مصر والأردن والإمارات والسعودية، ودون سيطرة حماس أو السلطة الفلسطينية الحالية.
لم يتم تسليم المقترح رسمياً إلى إسرائيل بعد، لكنه أُحيطت بها علمًا، ويُعتبر تنازلاً سياسياً تحت ضغط الولايات المتحدة والرأي العام الدولي. وفقاً لصحيفة “هآرتس”، فإن المقترح يختلف عن الشروط الصارمة التي أعلنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أغسطس الماضي، مما يثير معارضة محتملة من الشركاء اليمينيين المتطرفين في الائتلاف الحكومي، خاصة إذا تضمن انسحاباً من غزة.
ردود الفعل
من جانبها، أكدت حركة حماس في بيان أمس أنها “تلقت بعض الأفكار من الجانب الأمريكي عبر الوسطاء للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار”، مرحبة بأي تحرك يساعد في إيقاف “العدوان على شعبنا في غزة”. وأعربت عن استعدادها للجلوس إلى طاولة المفاوضات فوراً، بشرط إعلان واضح بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل، وتشكيل لجنة فلسطينية مستقلة لإدارة القطاع مع ضمانات دولية. ومع ذلك، أشارت مصادر في الحركة إلى أن المقترح “لا يلبي مطالبهم الأساسية”، مثل الانسحاب الكامل دون شروط أمنية إسرائيلية.
في الولايات المتحدة، وصف ترامب الاتفاق المحتمل بأنه “سيغير الأمور بسرعة”، محذراً حماس من “عواقب وخيمة” إذا رفضت. بينما أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستضمن تنفيذ الاتفاق إذا تم التوصل إليه، مع التركيز على إعادة بناء غزة كـ”ريفييرا الشرق الأوسط” تحت سيطرة أمريكية مؤقتة، وهو اقتراح أثار انتقادات من منظمات حقوقية تتهمه بالدعوة إلى تهجير جماعي.