في كارثة طبيعية غير مسبوقة، أعلنت حركة جيش تحرير السودان، الإثنين، عن مقتل أكثر من ألف شخص جراء انهيار أرضي مدمر اجتاح قرية ترسين الواقعة في منطقة جبال مرة بإقليم دارفور غربي السودان. وأفادت الحركة، التي يقودها عبد الواحد محمد نور، أن القرية دُمرت بالكامل، ولم ينجُ من الكارثة سوى شخص واحد.
ووفقًا لبيان الحركة، وقع الانهيار الأرضي يوم الأحد 31 أغسطس 2025، نتيجة هطول أمطار غزيرة استمرت لأيام، مما تسبب في انزلاقات أرضية هائلة طمرت القرية تحت الصخور والأتربة. وأشار البيان إلى أن القرية، المعروفة بإنتاج الموالح في جبال مرة، “سُويت بالأرض تمامًا”، مما يجعل جهود إعادة البناء تحديًا كبيرًا.
وقال عبد الرحمن الناير، المتحدث باسم الحركة، إن فرقًا محلية تحاول انتشال جثامين الضحايا، لكنها تواجه صعوبات كبيرة بسبب انهيار القرية بالكامل تحت الأنقاض. وأضاف: “تم إخراج عدد قليل من الجثامين، لكن الوضع كارثي والإمكانيات المحلية محدودة”.
وناشدت الحركة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية التدخل العاجل لتقديم المساعدة وانتشال جثامين الضحايا، الذين شملوا رجالًا ونساءً وأطفالًا، مؤكدة أن الأوضاع الإنسانية في المنطقة حرجة للغاية. كما وجه مجلس السيادة السوداني بتسخير كافة الإمكانيات لدعم المتضررين من الكارثة.
وتُعد قرية ترسين إحدى أبرز مناطق إنتاج الموالح في جبال مرة، ويشكل تدميرها خسارة بيئية واقتصادية فادحة، إضافة إلى المأساة الإنسانية التي ضربت الإقليم. ويزيد الوضع تعقيدًا لجوء العديد من النازحين إلى منطقة جبال مرة هربًا من النزاعات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء.
تتواصل الجهود المحلية والدولية لتقديم الدعم، وسط دعوات لتكثيف المساعدات الإنسانية لمواجهة تداعيات هذه الكارثة المروعة التي أودت بحياة أكثر من ألف شخص ومحت قرية بأكملها من الوجود.