أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن جهود الدولة في إعادة توزيع الكثافات الطلابية داخل الفصول الدراسية بدأت تؤتي ثمارها، مشيرًا إلى أنه لم يعد هناك أي فصل دراسي في مصر يضم أكثر من 50 طالبًا، في إطار خطة شاملة لتحسين بيئة التعليم والارتقاء بجودته.
تنظيم البنية المدرسية
وأوضح مدبولي، خلال مؤتمر صحفي عقده بمدينة العلمين الجديدة، أن هذا التطور يعكس نجاح الحكومة في الحد من التوسع العشوائي ببناء المدارس، وإعادة تنظيم البنية المدرسية بما يتوافق مع التوزيع السكاني الفعلي في المحافظات.
وأضاف رئيس الوزراء أن تباطؤ معدلات الزيادة السكانية لعب دورًا مهمًا في تقليل الضغط على المدارس، وفتح المجال أمام الدولة لمعالجة فجوة الفصول الدراسية، موضحًا أن الحكومة تستهدف سد هذه الفجوة بالكامل خلال ثلاث سنوات.
تحسين جودة العملية التعليمية
وأشار إلى أن انخفاض الكثافة داخل الفصول يسهم في تحسين جودة العملية التعليمية، ويقلل من الحاجة إلى إنشاء المزيد من المدارس بنفس وتيرة الأعوام الماضية، ما يتيح توجيه الموارد نحو تطوير المناهج والمعامل والبنية التحتية التعليمية.
وفي السياق ذاته، أوضح مدبولي أن الدولة لن تكون بحاجة إلى التوسع في بناء مدارس جديدة خلال العامين إلى الثلاثة أعوام المقبلة، وذلك نتيجة الانخفاض الملحوظ في معدلات المواليد، وهو ما بدأت البلاد تلمسه فعليًا على أرض الواقع.
تحسين نوعية التعليم
وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة ستركز في هذه المرحلة على تحسين نوعية التعليم بدلاً من زيادة عدد المدارس، لافتًا إلى أن الاستثمارات سَتُوجّه نحو تحديث المعامل، وتطوير المباني المدرسية من الداخل، ورفع كفاءة المعلمين والطلاب.
واختتم مدبولي تصريحاته بالتأكيد على أن التحولات الديموغرافية تمثل فرصة استراتيجية للدولة لتحسين المنظومة التعليمية، مشددًا على أن الهدف في المرحلة المقبلة هو “التحسين النوعي” وليس “التوسع الكمي” في قطاع التعليم.