تحل اليوم الخميس ذكرى وفاة أحد أعمدة الفن المصري في زمنه الذهبي، الفنان القدير حسين رياض، الذي امتدت مسيرته الفنية لأكثر من أربعة عقود، حافلة بالعطاء والإبداع، ليترك إرثًا خالدًا في السينما والمسرح والإذاعة والتلفزيون.
على مدار 46 عامًا، رسم حسين رياض ملامح “الأب المصري الأصيل” في أذهان الجماهير، من خلال أدواره التي جسد فيها صورة الأب الطيب، المكافح، الحنون، الذي يسعى دومًا لحماية أسرته وتربية أبنائه وسط تقلبات الحياة.
حسين رياض.. إرث فني ضخم
قدّم حسين رياض خلال مشواره أكثر من 320 فيلمًا سينمائيًا، وشارك في 240 مسرحية، إلى جانب 150 عملًا إذاعيًا و50 مسلسلًا تلفزيونيًا، ليحفر اسمه في سجل أعظم الفنانين الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية تشكيل وجدان أجيال متعاقبة من الجمهور المصري والعربي.
وتعاون خلال مسيرته مع نخبة من رموز المسرح المصري، منهم يوسف وهبي، فاطمة رشدي، نجيب الريحاني، منيرة المهدية، وعلي الكسار. وكان أيضًا من أوائل من أسسوا اتحاد الممثلين عام 1934، وشارك في نحو 14 مسرحية تركت بصمة في تاريخ المسرح العربي.
حسين رياض. . حضور مميز في الإذاعة
في الإذاعة، كان لحسين رياض حضور طاغٍ، إذ قدم ما يقرب من 150 عملًا إذاعيًا، تنوعت بين الدراما الاجتماعية والتراجيديا، من أبرزها:
“فين العريس”، “مسألة ضمير”، و**”ثقوب في الثوب الأسود”**، حيث استطاع بصوته المميز وأدائه المتزن أن يجذب آذان المستمعين في زمن كانت فيه الإذاعة نافذة الفن إلى كل بيت.
رحيل مهيب أمام الكاميرا
رحل حسين رياض في مشهد درامي لا يقل تأثيرًا عن أدواره، إذ وافته المنية خلال تصوير أحد مشاهده في فيلم “ليلة الزفاف” عام 1965، إثر إصابته بأزمة قلبية. الفيلم كان من إخراج هنري بركات، عن قصة كتبها الأديب الكبير توفيق الحكيم، وشارك في بطولته كوكبة من النجوم على رأسهم سعاد حسني، أحمد مظهر، أحمد رمزي، وعقيلة راتب.
رحل حسين رياض بجسده، لكن حضوره ظل حيًا في ذاكرة الفن المصري، رمزًا للأب الحنون، والفنان المخلص، والقدوة التي تحتذى في الالتزام والعطاء. في ذكراه، يتجدد الامتنان لما قدمه، ويتواصل الحديث عن رجل عاش للفن، ومات على خشبته.