غيّب الموت صباح اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025، الفنانة القديرة سميحة أيوب عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من 75 عامًا، رسخت خلالها مكانتها كواحدة من أعمدة المسرح العربي وسيدة خشبته بلا منازع.
وُلدت سميحة أيوب يوم 8 مارس 1932 في حي شبرا بالقاهرة، وتخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث تتلمذت على يد المخرج الكبير زكي طليمات، الذي قدّمها في بداياتها بمسرحية خدمة الملكة، فكانت نقطة انطلاقها إلى عالم الفن.
قدّمت الفنانة الراحلة أكثر من 170 عملًا مسرحيًا، أبرزها السلطان الحائر، الوزير العاشق، سكة السلامة، وفيدرا، كما تولت إدارة المسرح الحديث عام 1972، ثم إدارة المسرح القومي عام 1975 حتى عام 1989، وخرج من تحت إدارتها جيل كامل من رواد المسرح المصري.
وعلى الرغم من أن أعمالها السينمائية كانت محدودة، فإنها شاركت في أفلام بارزة مثل أرض النفاق، فجر الإسلام، بين الأطلال، لا تطفئ الشمس، وكان آخر ظهور سينمائي لها في فيلم تيتة رهيبة.

في حياتها الشخصية، تزوجت سميحة أيوب من الفنان محسن سرحان، ثم من الفنان محمود مرسي وأنجبت منه ابنها الطبيب علاء مرسي، كما ارتبطت بالكاتب المسرحي سعد الدين وهبة، وأخيرًا بالمخرج أحمد النحاس.
حازت الراحلة على تكريمات رفيعة من قادة عرب وأجانب، منها وسام الجمهورية من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1966، ووسام الاستحقاق السوري من الرئيس حافظ الأسد، ووسام بدرجة فارس من فرنسا. وفي لفتة إنسانية مؤثرة، قبّل الرئيس عبد الفتاح السيسي رأسها خلال تكريمها في احتفالية الشرطة.
برحيل سميحة أيوب، يُسدل الستار على فصل مشرق من تاريخ المسرح المصري والعربي، وتفقد الساحة الفنية إحدى أبرز رموزها التي أثرت الحياة الثقافية والفنية لأكثر من سبعة عقود.