استيراد الغاز الطبيعي وضخه للاستهلاك المحلي.. في إطار الخطط الاستراتيجية التي تنفذها وزارة البترول والثروة المعدنية لمواكبة الاحتياجات المتزايدة للطاقة، أعلن المهندس كريم بدوي، وزير البترول، خلال اجتماع موسع مع قيادات شركات القطاع، عن استقدام 4 سفن متخصصة لدعم عمليات استيراد الغاز الطبيعي المسال وتغييزه، تمهيدًا لضخه في الشبكة القومية للاستهلاك المحلي، خاصة مع اقتراب فصل الصيف وزيادة الطلب على الكهرباء.
الاجتماع، الذي عُقد بمقر شركة جاسكو، شهد حضور عدد كبير من رؤساء الشركات ونوابهم والكوادر الشابة في إطار سعي الوزير لتشجيع الحوار المتبادل والاستماع للأفكار التطويرية من داخل القطاع نفسه. وأوضح الوزير أن السفن الأربع تمثل دعمًا لوجيستيًا حيويًا، حيث تُسهم في استقبال الغاز الطبيعي المسال من الخارج وتحويله إلى حالته الغازية (تغييزه) ثم ضخه مباشرة في الشبكة القومية، بما يُعزز من أمن الإمدادات واستقرار الخدمة الكهربائية في مختلف أنحاء الجمهورية.

وأشار بدوي إلى أن فرق العمل تعمل على مدار الساعة لتأهيل الأرصفة البحرية والموانئ لتكون جاهزة لتشغيل هذه السفن بكفاءة، مؤكدًا التنسيق الكامل مع وزارة الكهرباء لتوجيه الغاز إلى المحطات الأعلى كفاءة في استهلاك الوقود، بما يضمن أقصى استفادة ممكنة من كل متر مكعب من الغاز.
وأشاد الوزير بالجهود المبذولة من العاملين في مختلف مواقع الإنتاج، الذين ساهموا في رفع كفاءة الإنتاج خلال الأشهر الأخيرة، ما أدى إلى تقليص الفاقد من الطاقة وساعد في تحقيق معدلات إنتاج مستقرة، مع التوجه نحو إيقاف التناقص الطبيعي بحلول الشهرين القادمين.
وتحدث الوزير أيضًا عن أهمية الحوافز الاستثمارية التي أطلقتها الوزارة، والتي كان لها تأثير مباشر في جذب استثمارات جديدة من شركات عالمية، بالإضافة إلى تأكيده على التزام الوزارة بسداد الفواتير الشهرية للمستثمرين مما يعزز الثقة في القطاع.
الاجتماع شهد كذلك طرح أفكار جديدة تتعلق بتعظيم الاستفادة من البنية التحتية، وتوسيع الاعتماد على الطاقة المتجددة، وتعزيز التعاون الإقليمي، إلى جانب تطوير نظم الذكاء الاصطناعي في إدارة الحقول وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة.
واختتم الوزير بتوجيه رسالة واضحة للكوادر التنفيذية مفادها: أن التمكين وأخذ زمام المبادرة هما مفتاح النجاح، وأن الوزارة تعتمد على الفكر الجماعي والمهنية في مواجهة التحديات وتحقيق الإنجازات المستقبلية.